نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 106
النبي ورأي الله ، ولا يغير من رأيهما شيئا واقع انحرف عن رأيهما فأخطأ ، إلا حين يثبت أن رأي الله ورأي الرسول قد انحرفا ، وأن رأي الواقع هو المستقيم . قال المحدث : ما أدري أعرض عمار - وهو يجيل في رأسه هذه الأفكار - لما قد يتوهم من ( تيوقراطية ) الحكم الإسلامي بناء على رأي النبي الثابت هذا ؟ ما أدري أكان عمار ملما بأنواع الحكم ليذكر الفرق بين الحكم المقدس الذي تمسك به الفراعين في مصر وأثينا وروما من قبل ، وبين سماوية الحكم الإسلامي الشعبية الخالصة ؟ ما أدري ولكن الذي لا شك فيه أن عمارا أجاب في نفسه عن كل هذا ضمنا ، وهو يفسر ديموقراطية الحكم الإسلامي خلال التيار الفكري المنبعث من ( السقيفة ) ، أو المنبعث - على الأصح - من تعيين النبي عليا قبل ذلك . فالواقع أن قصد النبي من تعيين علي لم يفهم على وجهه الصحيح ، ولم يكن ممكنا فهمه على وجهه في مجتمع تكثر فيه المطامع ، وتشتد فيه العصبيات وكان من أمره أن أحدث مشكلة سياسية حثت أفكار الأحزاب على التفكير بنوعية ( الحكم ) وهي تلتمس المخرج من أمر النبي وفرضه عليا ، فإذا الناس يتحدثون عن ( الشورى ) وعن الحكم العائلي ، وعن حق الشعب بالانتخاب وإذا عمار يدفع كل تلك الشبه بفهمه الصحيح لرأي النبي بهذه المشكلة الأزلية الأبدية . قال المحدث : وكان جواب عمار الضمني عن ( تيوقراطية ) الحكم ، أن استمداد الحكم ، من السماء إنما هو التعبير الأمثل
106
نام کتاب : حليف مخزوم ( عمار بن ياسر ) نویسنده : صدر الدين شرف الدين جلد : 1 صفحه : 106