نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 76
وهل يعبد الله من حيث يعصى ! ؟ سادسا : ان الإمام لا يحتاج إلى أحد ، بل كل الناس محتاجة إليه ، سواء في الأمور الدينية أم الدنيوية ، أما الدينية فلوضوح اشتراط الاخلاص في الأعمال العبادية خاصة من آل محمد ( عليهم السلام ) ، وقد حكم البعض ببطلان الوضوء إذا كان بمساعدة الغير . واما الدنيوية فللنهي الوارد من أهل البيت ( عليهم السلام ) في الاعتماد على غير الله ، لأن الاستعانة بالغير في الأمور الدنيوية تنافي التوكل على الله من أئمة المسلمين . على أن الحاجة للناس تجعل صاحب الحاجة مفضولا في مقابل الفاعل . وقد أنبى الله نبيه يوسف ( عليه السلام ) عندما قال لرفيق سجنه : * ( اذكرني عند ربك ) * ( 1 ) أي سيدك . هذا وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " ان عندنا ما لا نحتاج إلى الناس وان الناس ليحتاجون إلينا " ( 2 ) . وعليه فإذا قلنا بسهو أو اسهاء النبي والإمام لاحتاجا إلى من يذكرهما بصلاتهما وأفعالهما ، ولذهب الوثوق بصحة صلاتهما ، لاحتمال أن كل صلاة يؤدينها يحتمل فيها السهو والغلط ، وكفى بذلك منقصة أو عدم كمال . سابعا : أنه وردت روايات كثيرة ان الإمام لا يسهو ولا ينسى ، كالمروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : " قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : والإمام المستحق للإمامة له علامات : فمنها أن يعلم انه معصوم من الذنوب كلها صغيرها وكبيرها لا يزل في الفتيا ، ولا يخطئ في الجواب ولا يسهو ولا ينسى " ( 3 ) . ثامنا : اثبات السهو على الإمام يعني عدم علم الإمام بما يأتي به ، وهو ينافي
1 - يوسف : 42 . 2 - الكافي : 1 / 242 ح 6 باب ذكر الصحيفة والجفر . 3 - بحار الأنوار : 25 / 164 باب جامع في صفات الإمام من كتاب الإمامة : ح 32 .
76
نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 76