نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 77
ما تقدم وما يأتي من سعة علمه وشموله لكل شئ ، وما ورد من روايات تثبت السهو لا تقوم في مقابل تلك الروايات المستفيضة . - اما الرواية الثالثة : وهي روايات اقدامهم على القتل وتناول السم ، وهذا لا ينافي علمهم اللدني ، إذ وردت طائفة من الروايات تثبت علمهم الاجمالي والتفصيلي بموتهم ( 1 ) ، وسوف نذكر بعضها في الخاتمة . بل هو يؤكد علمهم اللدني ، نعم يبقى محذور اقدامهم مع العلم ، وجوابه الاجمالي انهم كانوا يخيرون بين البقاء في عالم المادة والهداية ، وبين العروج إلى القرب المطلق من الله . وإن شئت قلت : بين الصعود والنزول ، فكانوا يختارون العروج والصعود إلى القرب المطلق ، لأنه أقرب إلى واقعهم وحالاتهم . ولك أن تدعي ان مهمة الإمام المعصوم كانت هداية البشر - وتقدم ان سبب نزولهم إلى عالم المادة هو ذلك - ، فلما انتهت مهمة هذا الإمام اما بانتهاء مرحلته واما لفسح المجال أمام الإمام اللاحق ، ليكمل مهمته ويعود إلى حيث أتى . على أن الموت قد خط على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة ، فلا محال سوف تأتي اللحظة لانتقال الإمام من حياته الدنيوية ، انما الخلاف في زمانها ، فيكون الإمام المعصوم ولتلطف الله به قد أعطي اختيار زمان العروج . وسوف يأتي في الخاتمة تفصيل الكلام في علم الإمام المعصوم بموته ( عليه السلام ) ورد الشبهات فلا تغفل . - اما الرواية الرابعة : وهي نفي الغلو وتقريع صاحبه ، فهي تجري مجرى الرواية الأولى ، إذ من الطبيعي أن تكثر الرواية ضد من يدعي الربوبية لآل محمد ( عليهم السلام ) ، والعلم اللدني ليس فيه ادعاء الربوبية ، بل انما قال به من قال لتنزيه آل