نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 71
ثانيا : فرق بين النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) وبين آل محمد ( عليهم السلام ) وذلك لكون زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) زمن تأسيس الاسلام وتركيز دعائمه الأساسية وهم قريبوا عهد بالجاهلية ، ويدل عليه ما روي عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) قال : " ان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) كان يقرأ القرآن فربما مر المار فصعق من حسن صوته ، وان الإمام لو أظهر من ذلك شيئا لما احتمله الناس " . قيل له : ألم يكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن ؟ . فقال ( عليه السلام ) : " ان رسول الله كان يتحمل من خلفه ما يطيقونه " ( 1 ) . ورواه الكليني بسند آخر ( 2 ) . * ويجاب عن الآيات الأولى النافية لعلم الغيب : بأنه لا يراد اثبات علم الغيب لآل محمد ( عليهم السلام ) بالاستقلال أو بعرض علم الله تعالى الغيبي ، فان المنفي من الآيات هو علم الغيب الذي يكون بعرض علم الله تعالى ، لذا قال تعالى : * ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد إلا من ارتضى من رسول ) * ( 3 ) . وقال : * ( لا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء ) * ( 4 ) . فالآيات لا تنفي أن يمنح ويمن الله عز وجل بعلمه كله أو بعضه على من يشاء كيفما يشاء وأينما يشاء ، انما هي تنفي الغيب الذي يؤدي بصاحبه إلى الألوهية أو الشريك لله . وتقدم الكلام في ذلك في الكتاب الأول في الولاية التكوينية . وسوف يأتي زيادة توضيح عند ذكر الآيات الدالة على علم للنبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) للغيب . * ويجاب عن الآية الثانية : انها عامة لكل الناس انما خوطب النبي بها لأنه القارئ الأول للقرآن ، والمعني بمسألة القرآن أكثر من غيره ، وإلا فرسول الله مطهر