نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 117
فعلى الأول لا معنى للنهي عن العجلة . وعلى الثاني يكون النبي مفوتا للوحي ومضيعا لبعض الآيات ، ولا قائل به إلا من سفه قوله . قال الشيخ الطبرسي في الآية : لا تحرك به لسانك لتعجل قراءته بل كررها عليهم ليتقرر في قلوبهم فإنهم غافلون عن الأدلة ، ألهاهم حب العاجلة فاحتاجوا إلى زيادة تنبيه وتقرير ( 1 ) . وقال سيد المفسرين : ويؤول المعنى إلى أنك تعجل بقراءة ما لم ينزل بعد ، لأن عندك علما في الجملة ، لكن لا تكتف به واطلب من الله علما جديدا بالصبر واستماع بقية الوحي . وهذه الآية مما يؤيد ما ورد من الروايات أن للقرآن نزولا دفعة واحدة غير نزوله نجوما على النبي ( صلى الله عليه وآله ) فلولا علم ما منه بالقرآن قبل ذلك لم يكن لعجلته بقراءة ما لم ينزل منه بعد معنى ( 2 ) . وقد أبطل السيد الطباطبائي نسبة عجلة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في القراءة قبل انتهاء جبرائيل ( 3 ) . * أقول : عندي أن معنى الآية : ان النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يقرأ القرآن على الناس أو كان يبلغ بعض أحكامه ومعانيه للناس مرة واحدة ، وذلك قبل أن ينزل الوحي عليه به وقبل أن ينقضي اليه ، فجاء الخطاب الإلهي ليقول : لا تعجل في تبليغ القرآن ، وأبلغه للناس حتى قبل نزول جبرائيل به ، أبلغهم إياه بالتأني ليفهموه ويعملوا به ، ولك أن تقرأه عدة مرات على الناس ولا داعي للعجلة والاقتصار على المرة ، فان قلوبهم لم تلن بعد ، واشكر الله ( وقل رب زدني علما ) لما أتاك علم القرآن قبل أن ينزل به جبرائيل . وبذلك ننفي محذور نسبة العجلة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) . ويشير اليه ما روي عن ابن عباس ضمن حديث طويل عن رسول الله
1 - مجمع البيان : 10 / 603 مورد الآية - القيامة : 16 . 2 - تفسير الميزان : 14 / 215 مورد الآية - طه : 114 . 3 - تفسير الميزان : 20 / 110 مورد الآية - القيامة : 16 .
117
نام کتاب : حقيقة علم آل محمد ( ع ) وجهاته نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 117