نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 93
ثم قال : والثاني باطل ، أما أولا ، فبالاتفاق من الإمامية . وأما ثانيا فلقوله تعالى " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا " [1] ولا شك أنهم كانوا صدقوا بألسنتهم ، وحيث لم يكن كافيا نفى الله تعالى عنهم الإيمان مع تحققه . وقوله تعالى " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين " [2] فأثبت لهم الاقرار والتصديق باللسان ونفى إيمانهم ، فثبت بذلك أن الإيمان هو التصديق مع الاقرار . ثم قال : لا يقال لو كان الاقرار باللسان جزء الإيمان للزم كفر الساكت . لأنا نقول : لو كان الإيمان هو العلم أي [3] التصديق لكان النائم غير مؤمن لكن لما كان النوم لا يخرجه عن كونه مؤمنا بالاجماع مع كونه أولى ، بأن يخرج به النائم عن الإيمان ، لأنه لا يبقى معه معنى [4] الإيمان ، بخلاف الساكت فإنه قد بقي معه معنى منه ، وهو العلم لم يكن السكوت مخرجا بطريق أولى . نعم لو كان الخروج عن التصديق والاقرار ، أو عن أحدهما على جهة الإنكار والجحد ، لخرج بذلك عن الإيمان ، ولذلك قلنا ، إن الإيمان هو التصديق بالقلب والاقرار باللسان ، أو ما في حكمهما انتهى محصل ما ذكره . أقول : قوله " إن النائم ينتفي عنه العلم أي التصديق " غير مسلم ، وإنما المنتفي شعوره بذلك العلم ، وهو غير العلم ، فالتصديق حينئذ باق ، لكونه من الكيفيات النفسية ، فلا يزيله النوم ، وحينئذ فلا يلزم من عدم الحكم بانتفاء الإيمان من النائم عدم الحكم بانتفائه عن الساكت بطريق أولى .
[1] سورة الحجرات : 14 . [2] سورة البقرة : 8 . [3] في ( ط ) : لم يكن . [4] في ( ن ) : من ، وفي ( م ) والبحار : معنى من الإيمان .
93
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 93