نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 92
إلى محمد صلى الله عليه وآله . وأيضا قوله تعالى " فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " [1] ومعنى ذلك والله أعلم : أنهم يجحدون ذلك بألسنتهم ولا يكذبونك بقلوبهم ، أي : يعلمون نبوتك . ولا يستقيم أن يكون المعنى لا يكذبونك بألسنتهم ، لمنافاة يجحدون بألسنتهم له ، فيلزم أن يكونوا بألسنتهم ولم يكذبوا بها ، وبطلانه ظاهر ، فيجب تنزيه القرآن العزيز عنه . ولك أن تقول : لم لا يجوز أن يكون المعنى : لا يكذبونك بألسنتهم ولكن يجحدون نبوتك بقلوبهم ، كما أخبر الله تعالى عن المنافقين في سورتهم حيث قالوا " نشهد إنك لرسول الله " [2] وكذبهم الله تعالى حيث شهد سبحانه وتعالى بكذبهم فقال : " والله يشهد إن المنافقين لكاذبون " [3] . والمراد في شهادتهم ، أي : فيما تضمنته من أنها عن صميم القلب وخلوص الاعتقاد ، كما ذكره جماعة من المفسرين ، حيث لم توافق عقيدتهم ، فقد علم من ذلك أنه لم يكذبوه بألسنتهم بل شهدوا له بها ، ولكنهم جحدوا ذلك بقلوبهم ، حيث كذبهم الله تعالى في شهادتهم . والجواب : التكذيب لهم ورد على نفس شهادتهم التي هي باللسان لا على نفس عقيدتهم . وبالجملة فهذا لا يصلح نظيرا لما نحن فيه ، على أن معنى الجحد كما قرروه هو الإنكار باللسان مع تصديق القلب ، وما ذكر من الاحتمال عكس هذا المعنى .
[1] سورة الأنعام : 33 . [2] سورة المنافقون : 1 . [3] سورة المنافقون : 1 .
92
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 92