نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 77
[ هل الإيمان هو نفس المعرفة أو غيرها ؟ ] وهاهنا بحث تقدم الوعد بنقله وبيانه في أول تحرير المذاهب حاصله : إن العلامة التفتازاني ذكر في بعض تحقيقاته أن بعض القدرية ذهب إلى أن الإيمان هو المعرفة . وأطبق علماؤنا على فساده ، لأن أهل الكتاب كانوا يعرفون نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله ، كما كانوا يعرفون أبناءهم ، حيث أخبر الله تعالى عنهم بذلك ، مع القطع بكفرهم لعدم التصديق . ولأن من الكفار من كان يعرف الحق وينكره عنادا واستكبارا ، كما قال تعالى " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم [1] " فلا بد من بيان الفرق بين معرفة الأحكام واستيقانها ، وبين التصديق بها واعتقادها ، ليصح كون الثاني إيمانا دون الأول . والمذكور في كلام بعض المشايخ أن التصديق عبارة عن ربط القلب على [2] ما علم من إخبار المخبر ، وهو أمر كسبي يحصل باختيار المصدق ، ولذا يثاب عليه ويجعل رأس العبادات . بخلاف المعرفة ، فإنها قد تحصل بغير كسب ، كمن وقع بصره على جسم فحصل له معرفة بأنه جدار أو حجر مثلا . وهذا ما ذكره بعض المحققين من أن التصديق هو أن تنسب باختيارك الصدق إلى المخبر ، حتى لو وقع ذلك في القلب من غير اختيار لم يكن تصديقا وإن كان معرفة . قال : وهذا مشكل ، لأن التصديق من أقسام العلم ، وهو من الكيفيات النفسانية لا من الأفعال الاختيارية ، لا نا إذا تصورنا النسبة بين الشيئين وشككنا أنها بالاثبات