نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 78
أو النفي ثم أقيم البرهان على ثبوتها ، فالذي يحصل لنا هو الاذعان والقبول لتلك النسبة ، وهو معنى التصديق والحكم والاثبات والإيقاع . نعم تحصيل تلك الكيفية يكون بالاختيار في مباشرة الأسباب وصرف النظر ودفع [1] الموانع ونحو ذلك ، وبهذا الاعتبار يقع التكليف بالإيمان وكان هذا هو المراد بكونه سببا [2] اختياريا ، ولا تكفي المعرفة لأنها قد يكون بدون ذلك نعم يلزم أن تكون المعرفة النفسية المكتسبة بالاختيار تصديقا ، ولا بأس بذلك انتهى . أقول : يرد على علمائهم القائلين بكون الإيمان ليس معرفة وأنه معنى مغاير لها ، أن يكون من حصل له العلم بالمعارف الإلهية عن إلهام ، أو خلق علم ضروري بذلك ، أو تصفية النفس ، أو غير ذلك من أسباب العلم أن لا يثاب على إيمانه ، ولا يكون مؤمنا ، لأن الإيمان هو التصديق بالمعنى الذي زعموه ، وهذا ليس كذلك ، وبطلانه ظاهر كنار على علم [3] ، نعم ما ذكروه من معنى التصديق هو اللغوي . وأقول أيضا : الذي ظهر من كلام هذا الفاضل وما نقله من أن التفرقة بين المعرفة والتصديق إنما هي باعتبار أسباب الادراك ، فإن كانت اختيارية كان ذلك الادراك تصديقا ومعرفة ، وإلا فمعرفة ، فالمعرفة حينئذ أعم من التصديق . ويرد عليه أن المعرفة من أقسام العلم وليست تصورا ، لأن الكلام في المعرفة التي هي قسم من الاعتقاد لا مطلق المعرفة ، فيكون تصديقا لانقسام العلم إليهما . وإلا لزم : إما أن لا يكون المعرفة المرادة هاهنا علما ، أو كون التقسيم غير
[1] في ( ن ) و ( م ) : رفع . [2] في هامش ( ط ) : شيئا - خ ل . [3] في هامش ( م ) : جبل - خ ل .
78
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 78