نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 68
على كيفية الأحياء ، ليطمئن قلبي بمعرفة تلك الكيفية الغريبة ، البديعة ، ولا ريب أن الجهل بمعرفة تلك الكيفية لا يضر بالإيمان ، ولا يتوقف على معرفتها . وأما سؤال الله سبحانه عن ذلك مع كونه عالما بالسرائر ، فهو من قبيل خطاب المحب لحبيبه . إن قلت : فما الجواب أيضا عن قوله تعالى " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " [1] فإنه يفهم من الآية الكريمة وصف الكافر المشرك بالإيمان حال شركه ، إذ الجملة الاسمية حالية ، فضلا عن الاكتفاء بالظن وما في حكمه في الإيمان ، وهو ينافي اعتبار اليقين . قلت : لا ، فإن الآية الكريمة إنما دلت على [2] إخباره تعالى عنهم بالإيمان بالصانع والتصديق بوجوده ، لكنهم لم يوحدوه في حالة تصديقهم به ، بل اعتقدوا له شريكا تعالى الله عما يشركون . وحينئذ فيجوز كونهم جازمين بوجود الصانع تعالى مع كونهم غير موحدين ، فإن التوحيد مطلب آخر ، فكفر هم كان كذلك [3] ، فلم يتحقق لهم الإيمان الشرعي ، بل الإيمان جزء [4] منه ، وهو غير كاف . على أنه يجوز أن يكون المراد من الإيمان المنسوب إليهم في الآية الكريمة التصديق اللغوي ، وقد بينا سابقا أنه أعم من الشرعي ، وليس النزاع فيه بل في الشرعي . ويكون المعنى والله أعلم : وما يؤمن أكثرهم بلسانه إلا وهو مشرك بقلبه ، أي :
[1] سورة يوسف : 106 . [2] في ( ن ) : أفادت على كذا . [3] في ( م ) : كاف لذلك . [4] في ( ن ) : بجزء .
68
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 68