نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 62
ليصح تقليده . ثم يجري الدليل فيه ، فيقال : علم هذا الشخص بالله تعالى غير ممكن ، لأنه حين كلف به إن لم يكن عالما به تعالى استحال أن يكون عالما بأمره بالمقدمات [1] وكل ما أجابوا به فهو جوابنا ، ولا مخلص لهم إلا أن يعترفوا بأن وجوب المعرفة عقلي ، فيبطل ما ادعوه من أن العلم بالله تعالى غير ممكن ، أو سمعي فكذلك . فإن قيل : ربما حصل العلم لبعض الناس بتصفية النفس أو إلهام إلى غير ذلك فيقلده الباقون . قلنا : هذا أيضا يبطل قولكم إن العلم بالله تعالى غير ممكن ، نعم ما ذكروه يصلح أن يكون دليلا على امتناع المعرفة بالسمع ، فيكون حجة على الأشاعرة ، لا دليلا على وجوب التقليد . واحتجوا أيضا بأن النهي عن النظر قد ورد في قوله تعالى " ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا [2] " والنظر يفتح باب الجدال فيحرم . ولأنه صلى الله عليه وآله رأى الصحابة يتكلمون في مسألة القدر ، فنهى عن الكلام فيها وقال : إنما هلك من كان قبلكم بخوضهم في هذا ، ولقوله عليه السلام " عليكم بدين العجائز " والمراد ترك النظر ، فلو كان واجبا لم يكن منهيا عنه . وأجيب عن الأول : أن المراد الجدال بالباطل ، كما في قوله تعالى " وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق [3] " لا الجدال بالحق ، لقوله تعالى " وجادلهم بالتي
[1] في ( م ) : بأمره إلى آخر المقدمات . [2] سورة غافر : 4 . [3] سورة غافر : 5 .
62
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 62