نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 63
هي أحسن [1] " والأمر بذلك يدل على أن الجدال مطلقا ليس منهيا عنه . وعن الثاني : بأن نهيهم عن الكلام في مسألة القدر على تقدير تسليمه لا يدل على النهي عن مطلق النظر ، بل عنه في مسألة القدر ، كيف ؟ وقد ورد الإنكار على تارك النظر ، في قوله تعالى " أو لم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله [2] " وقد أثنى على فاعله في قوله تعالى " ويتفكرون في خلق السماوات والأرض [3] " على أن نهيهم عن الخوض في القدر لعله لكونه أمرا غيبيا وبحرا عميقا ، كما أشار إليه علي عليه السلام بقوله " بحر عميق فلا تلجه [4] " . بل كان مراد النبي صلى الله عليه وآله التفويض في مثل ذلك إلى الله تعالى ، لأن ذلك ليس من الأصول التي يجب اعتقادها ، والبحث عنها مفصلة . وهاهنا جواب آخر عنهما معا ، وهو أن النهي في الآية والحديث مع قطع النظر عما ذكرناه إنما يدل على النهي عن الجدال الذي لا يكون إلا عن متعدد ، بخلاف النظر فإنه يكون من واحد ، فهو نصب الدليل على غير المدعى . وعن الثالث بالمنع من صحة نسبته إلى النبي صلى الله عليه وآله ، فإن بعضهم ذكر أنه من مصنوعات سفيان الثوري ، فإنه روي أن عمر بن عبد الله المعتزلي قال : أن بين الكفر والإيمان منزلة بين منزلتين [5] ، فقالت عجوز ، قال الله تعالى " هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن " [6] فلم يجعل من عبادة إلا الكافر المؤمن ،
[1] سورة النحل : 125 . [2] سورة الروم : 8 . [3] سورة آل عمران : 191 . [4] التوحيد للصدوق ص 365 ح 3 . [5] في ( ط ) : المنزلتين . [6] سورة التغابن : 2 .
63
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 63