نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 213
وذلك أن الصلاة ستر وكفارة للذنوب ، ولولا ذلك لم يكن لأحد أن يشهد على آخر [1] بالصلاح ، لأن من لم يصل فلا صلاح له بين المسلمين ، لأن الحكم جرى فيه من الله ومن رسوله صلى الله عليه وآله بالحرق في جوف بيته . وقال صلى الله عليه وآله : لا صلاة لمن لا يصلي في المسجد مع المسلمين إلا من علة . وقال رسول الله عليه وآله : لا غيبة لمن [2] يصلي في بيته ورغب عن جماعتنا ، ومن رغب عن جماعة المسلمين وجب على المسلمين غيبته وسقط بينهم عدالته ووجب هجرانه . وإذا رفع إلى إمام المسلمين أنذره وحذره ، فإن حضر جماعة المسلمين وإلا أحرق عليه بيته . ومن حضر جماعتهم حرم عليهم غيبته وتثبت عدالته بينهم [3] . وهذا الحديث يخرج شاهدا على القول الثالث ، وإن كان القول فظاهره أعم باعتبار استناد التوعد فيه إلى الله ورسوله ، واختصاص الحديث بوعيد الله ، فإن مآلها واحد . فإن ما قاله الرسول صلى الله عليه وآله مستند إلى الله ، لأنه لا ينطق عن الهوى ، وقد روي ما يدل عليه وعلى ما ورد عنهم عليهم السلام . وعلى تقدير الفرق بين الصغائر والكبائر ، فلا تقدح الصغيرة إلا مع الاصرار عليها ، كما يزول أثر الكبر مع التوبة عنها . وهو معنى ما ورد في الحديث من أنه لا صغيرة مع الاصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار . فإن الاصرار على الصغيرة يلحقها بالكبائر ، والاستغفار من الكبيرة على وجهه يسقطها . والأول جار على عمومه ، والثاني مقيد بذنوب مخصوصة ، فإن الاستغفار
[1] في التهذيب : أحد . [2] في التهذيب : إلا لمن . [3] تهذيب الأحكام 6 / 241 .
213
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 213