responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 184


والأحاديث دليل ، والنظر فيها مع فهم الأحكام اجتهاد واستدلال .
ولا يعتبر في مفهومه الاصطلاحي تعب ومشقة ، كما يعتبر في مفهومه اللغوي .
فقد ظهر أنه عبارة عن الفكر والنظر في الأدلة الشرعية التي لا يكون عليها دليل قاطع لتحصيل ظن بحكم شرعي فرعي . وهذا هو المستفاد منها يكون أعم مما قررناه ، لأنه شامل لفهم المنصوصات .
فالقول بأنه استفراغ الفقيه وسعه في تحصيل ظن بحكم شرعي لا أصل له في الشرع ، إذ لو فسر الفقيه الواقع في التعريف بالمجتهد يكون دوريا ، وإن فسر بالناظر في الأدلة الشرعية فهو راجع إلى ما قررناه ، وإن فسر بمعنى آخر فعلى المعرف البيان .
وهذا التعريف الصادر عن بعض العلماء صار منشأ لتوهم أن من لم يكن فقيها ولا مجتهدا لا يعتبر نظره ولا فكره واستنباطه للأحكام .
وأنت خبير بأن المتوهم إن كان مراده بالمجتهد هو صاحب القوة الفكرية والملكة الاستدلالية ، فقد عرفت أنهما طبيعتان للانسان ، وإن كان مراده هو المجتهد بالمعنى الثاني ، أي : المستدل المستنبط للأحكام بالفعل ، فيشكل بالمرتبة الأولى من الاستدلال والاجتهاد .
فظهر أن المكلف قسمان : عالم قادر على فهم الأحكام ، وعاجز عنه كالعوام ومن صرف عمره في سائر العلوم الدينية الشرعية .
والضابط في القدر المعتبر منها : ما يتمكن به من فهم بعض الأحكام ، وحصول هذه المرتبة في غاية السهولة . ولذا ترى أن بعض العلماء كالحليين حكموا بوجوبه العيني على كافة المكلفين .

184

نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست