نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 177
الأمة من شرار أمتي ومن هم منهم ( 1 ) . وعنه عليه السلام : يهلك أهل الكلام وينجو المسلمون ( 2 ) . وورد في موضع آخر : أن شر هذه الأمة المتكلمون . وروي أن يونس قال للصادق عليه السلام : جعلت فداك إني سمعت أنك تنهى عن الكلام تقول : ويل لأصحاب الكلام . فقال عليه السلام : إنما قلت ويل لهم إن تركوا ما أقول وذهبوا إلى ما يقولون . أقول : يمكن أن يكون هذا إشارة إلى أنهم تركوا التشبيهات ، كما عرفت الواردة في القرآن والآثار النبوية والإمامية صلوات الله عليهم ، وعدلوا عنها إلى خيالاتهم الفاسدة ، وحكاياتهم الباردة المذكورة في الكتب الكلامية . قال سيد المحققين رضي الدين علي بن طاووس قدس سره : مثل مشائخ المعتزلة في تعليمهم معرفة الصانع ، كمثل شخص أراد أن يعرف غيره النار ، فقال : يا هذا معرفتها تحتاج إلى أسباب : أحدها الحجر ولا يوجد إلا في طريق مكة . والثاني الحديد وصفته كذا وكذا . والثالث حراق على هذه الصفة . والرابع مكان خال عن شدة الهواء ، فأخذ المسكين في تحصيل هذه الأسباب . ولو قال له في أول الحال أن هذه الجسم المضئ الذي تشاهده هو النار التي تطلبها لأراح واستراح . فمثل هذا العلم حقيق أن يقال : إنه قد أضل ، ولا يقال إنه قد هدى ، أو عدل بالخلائق في معرفة الخلائق إلى تلك الطرائق الضيقة البعيدة ، وضيق عليهم سبيل الحقيقة كأعدل من