نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 178
أراد تعريف النار المعلومة بالاضطرار استخراجها من الأخبار [1] . أقول : هذا حال الكلام الذي كان في أول الإسلام ، ولا شك أنه ما كان بهذه المثابة من البحث والخصومة ، فما ظنك بهذه المباحثات والخصومات الشائعة في زماننا . وليت شعري أن هؤلاء الجماعة هل لهم دليل عقلي ونقلي على وجوبه واستحبابه ؟ أو مجرد تقليد آبائهم وأسلافهم ، على أنه وأنهم على آثار هم لمقتدون . وأنهم هل يقرون بإيمان السابقين تكوينه أو ينكره ؟ وهل يعترفون بإيمان العوام الغافلين عنه أو لا يعترفون ؟ فإن أقروا واعترفوا فما فائدته ؟ وإلا فكيف يعاشرونهم بالرطوبات ؟ مع اعتقادهم بأن عدم المعرفة بالأصول كفر ، والكافر نجس . وكيف يجوز الاشتغال بالواجب مع استلزامه ترك ما هو أوجب ؟ فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي كانوا يوعدون . الباب السابع ( في بيان حال المنطق ) واعلم أن نسبته إلى الفكر كنسبة العروض إلى الشعر ، فكما أن الانسان إذا كان له قوة شعرية ، منشأه تمييز صحيحه وفاسده ، وإن لم يعترض العروض كذلك من كان له قوة فكرية يتفكر ويستدل ويتميز بين صحيحها وفاسدها وإن لم يتعلم المنطق ، واحتمال الخطأ أو وقوعه لا يدل على عدم كفاية الفطنة الانسانية للتمييز ، إذ قد يحصل من ذلك للغفلة ، أو عدم بذل الطاقة . وأيضا لو كان المنطق مميزا لما صدر الخطأ عن المنطقيين والعذر بأنه ناش من عدم الرعاية ليس بمقبول ، لتمادي النزاع في مدة مديدة ، والعقل لا يجوز