نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 171
الباب الثالث في أن هذه المرتبة الفطرية مع الإشارات والتنبيهات الشرعية لا يتوقف على تعلم علم مدون وإن توقفت ذلك على تعليم معلم وذلك لوجوه : الأول : في أن المكلف إذا بلغ في أثناء النهار تجب عليه صلاة ذلك اليوم ولا تصح الأبعد الإيمان . ومعلوم أن في هذا القدر من الزمان لا يتمكن أحد من الوصول إلى تعليم وتعلم العلم علم [1] مدون كالمنطق مثلا . فلو لم تكن الفطرة الانسانية مع الهداية الشرعية الإلهية كافية في تحصيل الدين ، لزم التكليف بما لا يطاق ، ضرورة عدم جواز التقليد في الأصول بالاتفاق . الثاني : الإيمان الشرعي هل يزيل بتعليم العلوم من المنطق والكلام أم لا ؟ فعلى الأول تجب قضاء جميع العبادات السابقة ، وهو خلاف الإجماع . وعلى الشقين الأخيرين يلزم كفاية الفطرة الانسانية . الثالث : من ارتد عن الفطرة عقيب البلوغ يحكم باستباحة دمه وماله وحريمه ، فلو لم يكن الإيمان فطريا لما صح هذا الحكم . ثم أقول : هل يقول عاقل إن شخصا يستدل بحسب الفطرة الانسانية على إثبات الصانع وصفاته الحسنى والمعاد الجسماني بالدليل العقلي والنقلي كحال البعد بين الواجب والممكن ، وعدم استقلال العقل بأحوال الجسماني . وهذا الشخص بعينه بعد ما طالع أكثر العلوم الآتي من العقلي والنقلي لا يقدر على الاستدلال على الحكم الشرعي والعرفي ، وهل هذا إلا الفساد وعدم المعرفة بالاجتهاد ؟ أو الجهل بمعنى الاستدلال ، وعدم العقل بحقيقة الحال .