نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 170
أنه هل هو بخروج الخطوط الشعاعية مثلا ، أو بانطباع الصور في جليدته . كذلك صاحب القوة الفكرية يتفكر ويستدل ، وإن لم يعلم كيفية الفكر والاستدلال . وممن نبه عليه السيد العارف رضي الدين علي بن طاووس [1] قدس سره فقال : ابن آدم إذا كان له نحو من سبع سنين وإلى قبل بلوغه إلى مقام التكليف لو كان جالسا مع تباعة ، فالتفت إلى ورائه فرأى طعاما سبق إلى تصويره وإلهامه أن ذلك ما حضر بذاته وإنما أحضره غيره ، ويعلم ذلك على غاية عظيمة من التحقيق والكشف والضياء ، بحيث لو حلف له كل من حضر عنده أنه حضر ذلك الطعام بذاته ، كذب الحالف ورد عليه دعواه . فهذا يدل على أن فطرة ابن آدم ملهمة معلمة من الله سبحانه ، بأن الأثر دلالته بديهية على مؤثره ، والحادث دال على محدثه ، ولذلك ذهب العلماء والحكماء على أن للنفس الناطقة مراتب أربعة . الأول : يسمى العقل الهيولاني ، وهي المرتبة التي تخلو عن جميع الصور والمعلومات ، لم ترسم فيها صور المحسوسات وسائر البديهيات ، فينتقل منها بالكفر والحدس إلى النظريات والحدسيات ، ويحصل لها المرتبة الناشئة التي تسمى بالعقل وبالملكة . ولا ريب أن هذا الاكتساب والانتقال هو الكفر والاستدلال ، فثبت أن كل عاقل مستدل بالطبع ، مكتسب للمجهولات بحسب الفطرة ، إذ ليس له معلم في باب الأمر وأول الانفعال .
[1] هو إمام السالكين وقطب العارفين ، ولد في الحلة في منتصف المحرم سنة 589 وتوفي سنة 664 ق ه .
170
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 170