responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 169


ضد الصعوبة ، والمسامحة عدم المضائقة ، وبياضها كناية عن نورها وضيائها ، فهي طريق لا يضل عنها أحد ، وإن كان في عينيه رمد .
فمن استصعبها وجعل التمسك بها كالصعود إلى السماء ، فقد خالف السنة ، وعطل الشريعة ، وفوت حكمها ، وضيع فائدتها .
ومنشأ هذا الوهم الفاسد والخيال الكاسد ، عدم المعاشرة بأهل الحال ، وسوء الظن للحسن المقال ، وقلة الممارسة بالمسائل الشرعية ، والتقصير في خدمة علماء الشريعة .
الباب الثاني [ في التفكر والاستدلال ] إن الفكر والاستدلال عزيزتان للانسان لا يحتاج فيهما إلى البيان ، كما أشار إليه جل جلاله " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها " [1] وقال النبي صلى الله عليه وآله : كل مولود يولد على فطرة الإسلام [ حتى يكون ] أبواه يهودانه وينصرانه [2] .
والدليل على ذلك أن العليم الحكيم خلق الانسان في أحسن تقويم ، وركب فيه المدارك والمشاعر والقوى ، ونور قلبه بالهدى ، وزينه بالرأي الصائب والفكر الثاقب ، كما زين السماء الدنيا بمصابيح وزينة الكواكب .
ولا شك أن كل مكلف عاقل ، فله قوة فكرية يرتب بها المعلومات ، وينتقل بها إلى المجهولات ، وإن لم يعلم كيفية الترتيب والانتقالات ، كما يشاهد في بدء الحال من الأطفال .
فكما أن صاحب الباصرة يشاهد المحسوسات ، ولا يعلم كيفية الاحساس من



[1] سورة الروم : 30 .
[2] عوالي اللئالي 1 / 35 ، برقم : 18 .

169

نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست