responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 153


لم يشاهده أكثرهم ، فإن الغرض من الإمامة الأول لا الثاني .
وثانيا بأن ما ذكرتم من الملوك ظلمة جائرون لا يقومون بصلاح الشريعة [1] في الدنيا فضلا عن الدين ، وقد قال تعالى عز من قائل " لا ينال عهدي الظالمين " [2] أي : لا تنال الظالمين ولايتي ، والإمامة من أعظم الولايات .
وبالجملة فقد شهد هؤلاء الجماعة على أنفسهم بأن ميتتهم جاهلية ، وكفى به ضلالة وسوء عقبى ، نعوذ بالله من الردى واتباع الهوى .
[ الاستدلال على وجوب الإمامة ] وحيث انجر البحث إلى هنا ، فلنبسط بعض القول في الإمامة :
إعلم أن أهل السنة أوجبوا الإمامة كالإمامية ، لكنهم حكموا بأن وجوبها على الأمة سمعي لا عقلي ، وحكم المعتزلة والزيدية بأن وجوبها على الأمة عقلي لا سمعي ، وحكم الإمامية بأن تعيين الإمام واجب على الله تعالى ، لأنها لطف واللطف واجب على الله تعالى .
أما أنها لطف ، فلأن الناس إن كان لهم رئيس عام يمنعهم عن المعاصي ويحثهم على الطاعات ، كانوا معه إلى الصلاح أقرب ومن الفساد أبعد . ولا نعني باللطف سوى ذلك .
وأما أن اللطف واجب على الله تعالى ، فلأن غرضه الذي هو إطاعة العباد لا يحصل إلا به ، فلو لم يخلق اللطف فيهم ولهم لكان ناقضا لغرضه ، ونقض الغرض عبث تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
وانحصار هذا اللطف في الرئيس العام معلوم للعقلاء ، وينبه عليه الوقوع فإنا نجد أنه متى تكثرت الرؤساء في عصر كثر الفساد ، وإذا خلا الناس في قطر



[1] في ( ط ) : الرعية .
[2] سورة البقرة : 124 .

153

نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست