نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 151
من شيعتهم في أحاديثهم عليهم السلام ، فإن كثيرا منهم ما كانوا يعتقدون عصمتهم لخفائها عليهم ، بل كانوا يعتقدون أنهم علماء أبرار ، يعرف ذلك من تتبع سيرهم وأحاديثهم وفي كتاب أبي عمرو الكشي [1] رحمه الله جملة مطلعة على ذلك ، مع أن المعلوم من سيرتهم عليهم السلام مع هؤلاء أنهم كانوا حاكمين بإيمانهم بل عدالتهم . وهل يكفي في كل شخص اعتقاد إمامة من مضى منهم عليهم السلام إلى إمام زمانه وإن لم يعتقد إمامة الأئمة الباقين الذين وجدوا وانتهت الإمامة إليهم بعد انقراضه الظاهر ذلك ، وفي كثير من كتب الأحاديث والرجال ما يشعر بذلك ، فليطلب منهما . والدليل إنما يدل على وجوب اعتقاد إمامة [2] الاثنا عشر بالنظر إلى من تأخر زمانه عن تمام عددهم عليهم السلام ، فليتأمل ، كيف ؟ ! وقد كانوا في كل زمان مخفيين مشردين منزوين ملتزمين للتقية في أكثر أو قاتهم ، لا يستطيعون إخبار خواصهم بإمامتهم فضلا عن غيرهم ، يشهد بذلك كتب الرجال والأحاديث أيضا ، وحينئذ فلا بد من الاكتفاء بما ذكرناه ، والالزام خروج أكثر شيعتهم عن الإيمان ، وهو باطل . واعلم أن من مشاهير الأحاديث بين العامة والخاصة وقد أوردها العامة في كتب أصولهم وفروعهم أن " من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية " [3] . فنحن الحمد لله نعرف إمام زماننا في كل وقت ، ولم [4] يمت أحد من الإمامية ميتة جاهلية ، بخلاف ، غيرنا من أهل الخلاف ، فإنهم لو سئلوا عن إمام زمانهم لسكتوا ، ولم يجدوا إلى الجواب سبيلا ، وتشتت كلمتهم في ذلك .
[1] وهو كتاب اختيار معرفة الرجال المطبوع أخيرا مع تعاليق السيد الداماد قدس سره بتحقيقنا وتعاليقنا عليه . [2] في " ن " الأئمة . [3] خبر متواتر بين الفريقين ، أورده جماعة من أعلام القوم في صحاح كتبهم . [4] في " ن " فلم .
151
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 151