responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 146


ومن اكتفى بذكر الإرادة رأى أن الكراهية هي إرادة الترك ، ولذا عدهما العلامة واحدة ، وزاد اعتبار القدم والأزلية والأبدية ، لأنها تفصيل معنى السر مدية والتفصيل أولى من الاجمال ، وخصوصا في مقام تعداد صفات الكمال ، فإن تعداد الثناء بأربع صفات أبلغ منه بصفة تجمع معنى الأربع . وأما عدها واحدة فلرجوعها إلى معنى واحد وهو السر مدية .
وبالجملة فوجه الاقتصار [1] على هذه الثمانية ، مع أن صفاته تعالى كثيرة جدا ، أن الغرض بيان الصفات الذاتية الحقيقية . وما عدا المذكورات إما إضافية محضة ، كالخالق والرازق والحفيظ إلى غير ذلك ، أو يرجع إلى المذكورات كما لا يخفى .
على أنه يمكن أيضا رد جميع الصفات إلى القدرة والعلم ، فإن الإرادة والكلام يرجعان إلى القدرة وما سواهما إلى العلم ، بل يمكن رد الجميع إلى وجوب الوجود .
وعلى هذا فيمكن أن يقال : يكفي في معرفة الله تعالى اعتقاد وجوب وجوده وقدرته وعلمه ، بل اعتقاد وجوب وجوده .
وبالجملة فالحق أن صفاته تعالى اعتبارات تحدثها عقولنا عند مقايسة ذاته تعالى إلى غيرها ، ونظرا إلى الآثار الصادرة عنه تعالى ، فإنه لما أوجد مقدورا صادرا عنه تعالى اعتبر له قدرة كما في الشاهد .
وهكذا حين أوجد هناك معلوما اعتبر له علم إلى غير ذلك ، وإلا فذاته المقدسة لا صفة له زائدة عليها ، وإلا لزم كونه محلا لغيره إن قامت به ، وقيام صفته بغيره إن لم تقم به ، وكلاهما بديهي البطلان ، وعدم قيامها بشئ بل بنفسها أظهر بطلانا .



[1] في ( م ) : الاختصار . ( 1 ) في ( ن ) عصمته ، والطاهر : عظمته .

146

نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست