نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 145
علة في ذاته ووجوده ، فيكون وجوده القديم عين ذاته القديم ، إذ لو فرض عدم قدم ذاته ووجوده خرج عن كونه واجب الوجود إلى ممكن الوجود ، وقد فرضناه واجب الوجود هذا خلف . والتصديق بصفات جلاله ونعوت كماله التي هي صفاته الثبوتية ، وتنزيهه عما لا يليق بكبرياء ذاته من صفات مخلوقاته التي يجب اعتقاد سلبها . وقد اتفقت عبارات أهل الكلام في مقدر عددها . واختلفت عباراتهم في اعتبار معدودها ، فجعلها المحقق الطوسي رحمه الله في تجريده ثمانية : القدرة ، والعلم ، والحياة ، والإرادة ، والإدراك ، والكلام ، والصدق والسر مدية [1] . وجعلها بعضهم هذه ولكن اعتبر موضع الادراك السمع والبصر ولم يعتبر الصدق ، واعتبر البقاء موضع السر مدية . ولا يخفى أولوية اعتبار الادراك ، فإنه أعم من السمع والبصر ، وكأنه لما رأى أن معنى كونه مدركا أنه عالم بالمدركات اكتفى عنه بالعلم ، وأثر ذكر السمع والبصر لورودهما في القرآن العزيز . والإدراك وإن ورد كذلك إلا أنه ورد خاصا بالأبصار ، والغرض جعله صفة عامة . وأما عدم اعتباره الصدق ، فلعله للاكتفاء عنه بذكر العدل ، فإنه يرجع إليه بنوع من الاعتبار . وجعلها العلامة قدس سره في كثير من كتبه الكلامية ثمانية أيضا : القدرة والعلم ، والحياة ، والإرادة ، والكراهة ، والإدراك ، وأنه قديم أزلي باق أبدي وأنه متكلم ، وأنه صادق ، فزاد اعتبار الكراهة .