نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 140
المرتبة . والقريب وهو الاقتدار على استحضارها النظريات متى شاء من غير افتقار إلى كسب جديد ، لكونها مكتسبة مخزونة تحضر بمجرد الالتفات ، يسمى عقلا بالفعل لشدة قربه من الفعل . وأما الكمال وهو أن تحصل النظريات مشاهدة ، فيسمى عقلا مستفادا ، لأنه استفيد من خارج ، أعني : العقل الفعال الذي يخرج النفوس من القوة إلى الفعل بما يفيدها من الكمالات على زعم الحكماء وعلى ما هو الحق ، لأنه استفيد من المبدأ الأول واهب العقول والنفوس بقدرته واختياره . فعلى هذا يكون العقل الهيولاني والعقل بالملكة استعدادات لتحصيل الكمال ابتداءا أعني العقل المستفاد وللعقل بالفعل استعداد استرجاعه واسترداده ، فهو متأخر في الحدوث عن العقل المستفاد . لأن المدرك ما لم يشاهد مراتب كثيرة لا يصير ملكة يقتدر بها على الاستحضار متى شاء ، فيتقدم عليه في البقاء ، لأن المشاهدة تزول بسرعة ، وتبقى ملكة الاستحضار مستمرة ، فتوصل بها إلى مشاهدة المدرك مرة أخرى وهكذا ، فمن نظر إلى التأخر في الحدوث جعل العقل بالفعل مرتبة رابعة ، ومن نظر إلى التقدم في البقاء جعله مرتبة ثالثة . واعلم أن العقل المستفاد يتصور بالقياس إلى كل مدرك ، وقد يتصور بالقياس إلى جميع المدركات دفعة بأن تصير جميعها حاضرة مشاهدة ، بحيث لا يغيب شئ منها أصلا . وهذا إنما يتصور في دار القرار ، ومنهم من جوزه في هذه الدار لأهل النفوس القوية القدسية ، فكأنهم لشدة انقطاعهم عن الشواغل الدنيوية ونزوعهم عن العلائق البدنية ، وتعلقهم بأسباب الوصول إلى مشاهدة جمال كبرياء خالق البرية
140
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 140