responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 139


وبيان ذلك : إن للنفس باعتبار تأثرها عما فوقها من المبادي باستفاضتها [1] عنها ما تتكمل به من التعقلات قوة تسمى عقلا نظريا ، وله أربع مراتب ، ولها باعتبار تأثيرها في البدن ليفيد جوهره كما لا تأثيرا اختياريا قوة أخرى تسمى عقلا عمليا وله أيضا أربع مراتب .
على أن هذا الكمال الذي يحصل للبدن بسببها في الحقيقة يعود إليها ، لأن البدن آلة لها في تحصيل العلم والعمل .
أما مراتب النظري ، فهي : أما كمال ، وأما استعداد نحو الكمال ، قريب أو متوسط أو بعيد .
فالبعيد وهو محض قابلية النفس للإدراكات [2] يسمى عقلا هيولانيا ، تشبيها لها بالهيولي الأولى الخالية عن جميع الصور المستعدة لقبولها وتسمى النفس وقوة النفس في هذه المرتبة بهذا الاسم أيضا ، ولا شئ منها مناطا للتكليف .
والمتوسط وهو استعدادها لتحصيل النظريات ، بعد حصول الضروريات لها يسمى عقلا بالملكة ، والمراد بالملكة ما يقابل الحال ، لأن استعداد الانتقال إلى المعقولات النظرية راسخ في هذه المرتبة ، أو ما يقابل العدم ، كأنه قد حصل للنفس فيها وجود الانتقال إليها بناءا على قربه .
كما يسمى العقل بالفعل عقلا مع كونه بالقوة ، لأن قوته قريبة من الفعل جدا وهذه المرتبة - أعني العقل بالملكة - هي المشار إليها سابقا في كلام بعضهم أنها العقل الذي هو مناط التكليف .
أقول : هذا القول مطبوع والتفاسير السابقة ترجع إليه ، فإن الانسان إنما يعرف فيها حسن الحسن وقبح القبيح ، وكذلك استعداده للعلوم إنما هو في هذه



[1] في ( ن ) : باستنفاضتها .
[2] في ( ن ) : للادراك .

139

نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست