نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 125
ويؤيد ذلك ما ذكره بعضهم من أن الاستدلال بآية الاخلاص إنما يتم بإضمار لفظ المذكور ونحوه ، فإن الإشارة في قوله تعالى " وذلك الدين القيامة " يرجع إلى متعدد ، وهو العبادة مع الاخلاص في الدين وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة . بل مع جميع الطاعات ، بناءا على أنه اكتفى عن ذكرها بذكر الأعظم منها ، وأنها قد ذكرت إجمالا في قوله تعالى " ليعبدوا " وذكر أقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، لشدة الاعتناء بهما ، فكان حق الإشارة أن يكون أولئك ونحوه تطابقا بين الإشارة والمشار إليه ، ولما كانت الإشارة مفردة ارتكب المذكور . وحيث لا بد من الاضمار ، فللخصم أن يضمر الاخلاص ، أو التدين [1] المدلول عليهما بقوله " مخلصين له الدين " والترجيح لهذه القرينة من المعنى اللغوي للإيمان . وبعد ذلك فلم يكن في الآية دلالة على أن الطاعات هي الإيمان ، فلم يتكرر الأوسط في قولنا " عبادة الله مع الاخلاص " وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة كالدين [2] ، والدين هو الإسلام ، والاسلام هو الإيمان ، لقوله تعالى " ومن يبتغ " الآية . فالطاعات هي الإسلام والإيمان ، لأنه يقال : لا نسلم أن المراد من الدين في المقدمة الأولى ما يراد منه في المقدمة الثانية . وقد ظهر من هذا تزييف الاستدلال بهذه الآيات [3] على كون الطاعات معتبرة في حقيقة الإيمان ، وأنه [4] لم يناف ما نحن فيه من اتحاد الإسلام والإيمان ، لكن لا يخفى أنه مناف لما قد بيناه من أن البحث كله على تقدير تسليم دلالة هذه الآيات
[1] في ( ط ) : التقدير . [2] في ( ن ) : هي الدين . [3] في هامش ( ط ) : الآية - خ . [4] في البحار : لأنه .
125
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 125