نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 123
وأما الثالثة فلقوله تعالى " ومن يبتغ غير الإسلام دينا " [1] الآية ، وقد تقدم بيان ذلك . ويرد عليه جميع ما يرد على الوجه الأول ، ويزيد عليه أن النتيجة كون العبادات هي الإيمان ، والمدعى كون الإسلام هو الإيمان أو عكسه ، فلا ينطبق على المدعى . ولو سلم استلزامه للمدعى لاقتضاء المقدمة الثالثة ذلك . قلنا : فبقية المقدمات مستدركة ، إذ يكفي أن يقال : الإسلام هو الإيمان ، لقوله تعالى " ومن يبتغ غير الإسلام " الآية . أقول : قد عرفت أن هذا الاستدلال بوجيهه [2] إنما يستقيم على مذهب من يجعل الطاعات الإيمان أو جزءا منه ، فإن كان المستدل به [3] هؤلاء ، فذلك قد علم مع ما يرد عليه . وإن كان غيرهم فهو [4] ساقط الدلالة أصلا ورأسا . ثم نقول : على تقدير تسليم دلالة هذه الآيات على اتحادهما : إن الحكم بعموم الإسلام في الحكم على مذهب من يجعل الطاعات الإيمان ظاهرا أن الآيات دلت على اتحادهما في الحقيقة عند الله تعالى ، فعلى هذا من لم يأت بالطاعات أو بعضها ، فلا دين له فلا إسلام ، فلا إيمان له عند الله تعالى لا في الظاهر إذا لم يعرف منه ذلك وأما من اكتفى بالتصديق في تحقق حقيقة الإيمان وجعل الاتيان بالطاعات
[1] سورة آل عمران : 85 . [2] في ( ن ) : توجيهه . [3] في ( ط ) : إليه . [4] في ( ط ) : فمن .
123
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 123