نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 118
حيث لم يقل ولكن أسلمتم ، كما قال : " لم تؤمنوا " بل أحال الأخبار به [1] على مقالتهم ، فقال تعالى : " ولكن قولوا أسلمنا " . وحينئذ فيجوز أن يكون المراد - والله أعلم - أنكم لم تؤمنوا حتى تدخل المعارف في قلوبكم ولما تدخل ، لكن ما زعمتموه من الإيمان هو إسلام ظاهري يمكن الحكم عليكم به في ظاهر الشرع ، حيث أقررتم بألسنتكم دون قلوبكم فلكم أن تخبروا عن أنفسكم به . وأما الإسلام الحقيقي ، فلم يثبت لكم عند الله تعالى كالايمان ، فلذا لم يخبر عنكم به . وقد ظهر من ذلك الجواب عن الثاني أيضا . قلت : إن الإسلام من الحقائق الاعتبارية للشارع كالإيمان ، فلا يعلم إلا منه وحيث أذن لهم في أن يخبروا عن أنفسهم بأنهم أسلموا مع أن الإيمان لم يكن دخل قلوبهم ، كما دل عليه آخر الآية ، فدل [2] على أنه لم يكن له حقيقة وراء ذلك عند الشارع ، وإلا لما جوز لهم ذلك الأخبار . واحتمال المجاز يدفعه أن الأصل في الإطلاق الحقيقة ، ولزوم الاشتراك على تقدير الحقيقة يدفعه أنه متواطئ أو مشكك ، حيث بينا أن مفهومه هو الانقياد والاذعان بالشهادتين ، سواء اقترن [3] بالمعارف أم لا ، ليكون إسلام الأعراب فردا منه . قلت : لا ريب أنه لو علم عدم تصديق من أقر بالشهادتين ، لم يعتبر ذلك الاقرار شرعا ، ولم نحكم بإسلام فاعله ، لأنه حينئذ يكون مستهزءا أو مشككا
[1] في ( ط ) : لهم . [2] في البحار : تدل . [3] في ( ن ) : اعترف .
118
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 118