نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 117
إذ من المعلوم أن المراد من البيت هنا أهله لا الجدران على حد قوله تعالى " واسأل القرية " [1] وصدق المؤمن على المسلم يقتضي كون الإيمان أعم من الإسلام ، أو مساويا له ، لكن لا قائل بالأول فتعين الثاني . واعترض بأن المصحح للاستثناء هو تصادق المستثنى والمستثنى منه في الفرد المخرج [2] لا في كل فرد ، وهو يتحقق بكون الإسلام أعم ، كما يتحقق بكونه مساويا . والأمر هنا كذلك فإنه على تقدير كون الإيمان أخص يتصادق المؤمن والمسلم في البيت المخرج الموجود ، فإنه بيت لوط على نبينا وعليه السلام . على أن دلالة هذه الآية معارضة بقوله " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنا ولكن قولوا أسلمنا " [3] فوصفهم تعالى بالاسلام ، حيث جوز لهم الأخبار عن أنفسهم به ونفى عنهم الإيمان ، فدل على تغايرهما . واحتج أهل المذهب الثاني على المغايرة بهذه الآية ، والتقريب ما تقدم في بيان المعارضة ، وبما تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله والصحابة رضي الله عن المؤمنين منهم أنهم كانوا يكتفون في الإسلام بإظهار الشهادتين ، ثم بعد ذلك ينبهون المسلم على بعض المعارف الدينية التي يتحقق بها الإيمان . أقول : إن الآية الكريمة إنما تدل على المغايرة في الجملة ، وكما يجوز أن يكون بحسب الحقيقة يجوز أن يكون في الحكم دون الحقيقة ، كما اختاره أهل المذهب الثالث . ويؤيد ذلك أن الله تعالى لم يثبت لهم الإسلام صريحا ولا وصفهم به
[1] سورة يوسف : 82 . [2] في ( ن ) : الممتزج . [3] سورة الحجرات : 14 .
117
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 117