نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 115
حيث قالوا : إن الإسلام هو الانقياد والخضوع لألوهية الباري تعالى ، والاذعان بأوامره ونواهيه ، وذلك حقيقة التصديق الذي هو الإيمان على ما تقدم . وأما القائلون بالتغاير صدقا ومفهوما ، فإنهم أرادوا أن الإسلام أعم من الإيمان مطلقا . وقد أشرنا فيما تقدم في أوائل المقدمة الأولى أن المحقق نصير الدين الطوسي قدس سره نقل في قواعد العقائد أن الإسلام أعم في الحكم من الإيمان ، لكنه في الحقيقة هو الإيمان ، وهذه عبارته رحمه الله : قالوا : إن الإسلام أعم في الحكم من الإيمان ، لأن [1] من أقر بالشهادتين كان حكمه حكم المسلمين ، لقوله تعالى " قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا " [2] وأما كون الإسلام في الحقيقة هو الإيمان ، فلقوله تعالى " إن الدين عند الله الإسلام " [3] . ثم قال : واختلفوا في معناه يعني الإيمان ، فقال بعض السلف كذا [4] وقالت المعتزلة : أصول الإيمان خمسة وعدها . وقالت الشيعة أصول الإيمان ثلاثة وعدها أيضا . وقال أهل السنة : هو التصديق بالله على ما تقدم تفصيله فليراجع ( 0 ) . أقول : ظاهر قوله رحمه الله " قالوا " أي : هؤلاء المختلفون في معنى الإيمان كما يدل عليه قوله " واختلفوا " . وظاهر هذا النقل يعطي أنه لا نزاع في أن حقيقتهما واحدة ، والمغايرة إنما
[1] في المصدر : من الإيمان ، وهما في الحقيقة واحد ، وأما كونه أعم فلان الخ . [2] سورة الحجرات : 14 . [3] سورة آل عمران : 19 . [4] كذا في النسخ وفي المصدر : الإيمان إقرار باللسان ، وتصديق بالقلب وعمل صالح بالجوارح . ( 5 ) قوائد العقائد ص 466 .
115
نام کتاب : حقائق الإيمان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 115