نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 98
الرجل البصير . واعلم أنه - طاب ثراه - بعد نقله كريمة * ( وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون ) * [1] قال : فيها دلالة على وجوب الزكاة على الكفار ، لأنه يفهم منها أن للوصف بعدم إيتاء الزكاة دخلا في ثبوت الويل لهم ، ولكن علم من الإجماع وغيره عدم الصحة منهم إلا بعد الإسلام [2] . إلى هنا كلامه طاب منامه . فإن قلت : * ( الذين لا يؤتون الزكاة ) * صفة كاشفة على طريقة الألمعي الذي يظن بك الظن ، فيدل على أن المراد بالمشركين من لا يؤتي الزكاة ، وإطلاقه عليه من باب المبالغة كإطلاق الكافر على تارك الحج في قوله : * ( ومن كفر ) * وكذلك حصر الكافرين بالآخرة فيهم للمبالغة والإشارة إلى غاية اهتمامه تعالى بشأن الزكاة ووجوب إخراجها ، ويدل عليه أيضا بعض الروايات كرواية أبي بصير عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : " من منع قيراطا من الزكاة فليس بمؤمن ولا مسلم " [3] . وقوله * ( وهم بالآخرة هم كافرون ) * جملة حالية تعليلية ، أي : عدم إتيانهم الزكاة لأنهم غير مؤمنين بالآخرة ، إذ الإيمان بها يقتضي إيتاؤها ، فعدمه دليل على عدمه ، فدلت الآية على شرك الموصوفين بعدم الإيتاء المعلل بعدم الإيمان بالآخرة ، ولا دلالة فيها على وجوب الزكاة على الكفار ليثبت به تكليفهم بالفروع . قلت : فيها دلالة على أن ترك الزكاة من صفات الكفار ، وفي تعليق الويل على الوصف بعدم الإيتاء إشعار بعليته لثبوتها لهم ، فتدل على وجوبها عليهم ، ويلزم منه كونهم مكلفين بها . قال القاساني في الصافي بعد نقله ما رواه القمي عن أبان بن تغلب " قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا أبان أترى أن الله طلب من المشركين زكاة أموالهم وهم يشركون به ، حيث يقول * ( وويل للمشركين ) * الآية ؟ قلت له : جعلت فداك فسره