نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 90
أقول : الإدام بالكسر والأدم بالضم : ما يؤكل مع الخبز أي شئ كان كذا في نهاية ابن الأثير [1] . ولعل قطعه لقمة لقمة بالسكين وأكله على هذا الهيأة ليكون شبيها بأكله مع الإدام ونازلا منزلته يفيد لذة ما موهومة مرغبة للنفس ومسكنة لها ، بل محركة لها إلى أكله والالتذاذ به ، فيكون الغرض منه مجرد إبداء حيلة تتخدع بها النفس فتصير بذلك قانعة لما فيه من التشبه بأكله مع الإدام . ويحتمل أن يكون ذلك يفيده في الواقع صلاحا ، ويجعله مناسبا وموافقا للمزاج الانساني ما لا يفيده ولا يصلحه الكسر باليد ، وذلك لما في مزاج السكين من نوع ملائمة ومناسبة مع مزاج الخبز غير معلوم لنا إلا بالوجه ، ونظيره في سائر اختلاطات الأدم وغيره بعضها مع بعض كثير ، كما قيل : " الجوز داء ، والجبن داء ، فإذا اجتمعا صارا دواء " فيحتمل أن يكون نفوذ السكين فيه وقطعه له من هذا القبيل ، فيصير بذلك شبيها بالخبز المأدوم في كونه صالحا بالإدام غير مضر لبدن الأنام لا في كونه لذيذا مرغوبا للطبع لينكر بعدم مطابقته الواقع ، فإن لآلات القطع والأواني دخلا عظيما في تغيير أمزجة المأكول والمشروب وعدمه كما جربه أهل الطب من الحكماء ، فلعل مجرد إمرار السكين في حال القطع على أية قطعة منه وقطعها به يفيدها من الصلاح كالإدام ما لا يفيدها الكسر باليد ، فلعلهم لذلك كانوا يقطعونه حال الضرورة وفقدان الأدم ، هذا . وأما حديث النهي عن قطعه بالسكين كما رواه في الكافي عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا تقطعوا الخبز بالسكين ولكن اكسروه باليد وليكسر لكم ، خالفوا العجم " [2] فإما محمول على حال غير الأكل كما إذا احتيج إلى كسره باليد ليباع أو يوهب مثلا فيعدل عنه إلى القطع ، أو على كراهته في حال غير الضرورة كما إذا كان هناك إدام يصلحه فإن قطعه حينئذ مكروه للغناء عنه بالكسر ، والإدام مع ما فيه من نوع إهانة وترك الإكرام ، وقد ورد : " أكرموا
[1] نهاية ابن الأثير 1 : 31 . [2] فروع الكافي 6 : 304 ح 13 .
90
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 90