responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي    جلد : 1  صفحه : 7


والرئاسة مستقلا فيها ، أصيلا في العقل شريفا في الأخلاق حسنا في التدبير عارفا بالشريعة ، حتى لا يكون أعرف بها منه في وقته ، بحيث يحتاج إليه الكل في الكل ويكون هو غنيا عن الكل ، ممتازا عنهم بالفضائل النفسانية والكمالات الجسمانية من العلم والحكمة والعفة والشجاعة والقوة وشدة البأس ، بحيث يكون خطيرا في القلوب قويا على مقاومة العدو ومكابدة الحروب ، ومع ذلك يكون فائزا بالخواص النبوية ، ليصير ربا إنسانيا وسلطانا في العالم الأرضي وخليفة الله فيه ، فيحل تفويض معرفة الدخل والخرج ، وإعداد أهبة الأسلحة والحقوق والثغور وغير ذلك من الأهوال والأحوال وخاصة في العبادات والمعاملات إليه .
وقد اعترف بذلك أقاصيهم وأقر به أدانيهم ، فما بالهم يقولون : إن الرجل كان ممن لا كلام في عموم مناقبه ووفور فضائله ، واتصافه بالكمالات واختصاصه بالكرامات ، وإنه كان عظيم الخطر في القلوب قويا على مقاومة العدو ومكابدة الحروب ، وبسيفه فتح الله البلاد وبسطوته آمن العباد ، وإنه كان عارفا بالسياسات عالما بالديانات وخصوصا بهذا الدين والشريعة ، حتى ما كان أعرف بها منه في وقته ، لقوله : " أقضاكم علي " [1] ولرجوعهم في العويصات إليه ، واعتضادهم في المشكلات به كما اعترف به حكيمهم ابن سينا ، . . . إلى غير ذلك ؟ !
ومع ذلك كله هم ينكرونه ، ويقولون : إن السياسة والرئاسة كانت مما لا بد منه في انتظام أمر المعاش والمعاد إلا أنه كان غيره أحق بها منه ، لمجرد إجماع يدعونه ولا يثبتونه ، لعدم تحقق شرائطه كما سننبه عليه ، مع أن بديهة العقل شهدت - وكفى بها شهيدا - بأن الاستخلاف إذا كان بطريق النص لا يؤدي إلى الافتراق والاختلاف وغيرهما ، مما يؤدي إليه تركه من المنازعات والمناقشات الصادة عن انتظام أمر المعاش والمعاد .
وكيف خالف الله ورسوله مقتضى بديهة العقل وما هو الأصلح والأصوب من



[1] راجع : إحقاق الحق 4 : 321 - 323 ، و 15 : 370 - 371 .

7

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست