نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 62
ويلتفت أمامه . كما حكي عن أبي زكريا الزاهد أنه لما حضرته الوفاة ، فأتاه صديقه وهو في سكرات الموت فلقنه لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله ، فأعرض الزاهد وجهه ولم يقل ، وقال ثانيا فأعرض عنه ، وقال ثالثا فقال : لا أقول وغشي ، فلما كان بعد ساعة وجد خفة ففتح عينه ، فقال : هل قلتم لي شيئا ؟ قالوا : عرضنا عليك الشهادة ثلاثا فأعرضت مرتين وقلت في الثالثة : لا أقول ، قال : أتاني إبليس عليه اللعنة ومعه قدح من الماء فوقف على يميني وحرك القدح وقال لي : ألك حاجة إلى الماء ؟ فقلت : بلى ، فقال لي : قل آيست من الله ، فأعرضت عنه ، ثم أتاني من قبل رجلي فقال لي كذلك ، وفي الثالثة قال : قل لا إله ، فقلت : لا أقول : فضرب القدح على الأرض وولى هاربا ، فرددت على إبليس : لا عليكم ، فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عليا ولي الله . وعلى هذا جاء في الخبر عن منصور بن عمار " قال : إذا دنا موت العبد قسم ماله للوارث ، والروح لملك الموت ، واللحم للدود ، والحسنات للخصوم ، ثم قال : إن ذهب الوارث بالمال يجوز ، وإن ذهب الخصوم بالحسنات يجوز ، ويا ليت الشيطان لا يذهب بالإيمان عند الموت فإنه يكون خروجا من الدين " . وعلى ما قررناه سابقا فما ورد في الخبر عن سيد البشر عليه وآله السلام : " إن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة " [1] مشروط بشروطها ، والإقرار به وبالأوصياء من بعده من شروطها ، كما ورد في الخبر عن الرضا ( عليه السلام ) [2] فإن الإيمان الموجب لدخول الجنة إنما يتم بذلك . ويشهد له ما رواه أبو سعيد الخدري " قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذات يوم جالسا وعنده نفر من أصحابه فيهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، إذ قال : من قال :
[1] ثواب الأعمال : 232 ، أمالي الصدوق : 434 . [2] وهو قوله ( عليه السلام ) : " لا إله إلا الله حصني ، فمن دخل حصني أمن من عذابي ، ثم قال : بشروطها وأنا من شروطها " عيون الأخبار 2 : 135 .
62
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 62