نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 218
البدن لشدة العلاقة بينهما ، فيصير النفس بذلك تسبيحا والنوم صدقة ، فيثاب عليه الثواب الذي يثاب عليه بفعله في الخارج وأزيد ، لعدم استمرار وجوده فيه ولا بقائه ، بخلافه في الذهن ، فإنه مستمر فيه إلى أن يحققه في الخارج . وأما ما ورد : " أن المؤمن إذا هم بحسنة كتبت له بواحدة ، وإذا فعلها كتبت عشرا " [1] فيمكن التوفيق باختلاف الأشخاص ، فمن نوى خيرا وحنت إليه نفسه وبذل جهده ولم يقدر على فعله وإيجاده في الخارج كتب له أجر فعله ، ومن نواه وهو قادر على فعله ولم يفعل كتب له حسنة واحدة ، فإذا فعله كتب له عشر أمثاله . ولتفاوت مراتب الأشخاص والنيات دخل عظيم في تفاوت مراتب الجزاء ، ولذا كانت الصدقة في الجزاء بين عشرة وسبعين وسبعمائة إلى سبعين ألف . ويحتمل أن يكون هذا المقدار من الأجر تفضلا من الله لا استحقاقا من الناوي ، ويكون حديث " عشر أمثاله " مبنيا على الاستحقاق . فإن قلت : عبارة الحديث " إنهم يثابون " أي : بتلك الأعمال المنوية ، والثواب هو ما يعطى استحقاقا وجزاء لا تفضلا . قلت : إن الثواب في الأصل هو الجزاء الذي يرجع إلى العامل بعمله وليس هناك عمل ، فيكون تفضلا . فإن قلت : قد ورد " أن أفضل الأعمال أحمزها " ولا ريب أن العمل المعتبر شرعا لاشتماله على النية أحمز منها ، فكيف يكون مفضولا ؟ قلت : لا بد من تخصيص هذا الخبر جمعا بين الأخبار ، إذ لو بقي على عمومه لزم منه أن لا تكون صلاة فريضة خيرا من عشرين حجة ، ولا أجر البكاء على الحسين ( عليه السلام ) مساويا لأجر مائة شهيد كما في الخبر [2] فيكون المفضل عليه ما سوى ذلك المذكور من النية والصلاة والبكاء وأمثال ذلك . ومن الأصحاب من وجه هذا الحديث بأن طبيعة النية خير من طبيعة العمل ، لأنه لا يترتب عليها عقاب أصلا ، بل إن كان خيرا يثيب عليها ، وإن كان شرا كان