responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي    جلد : 1  صفحه : 213


لا يقتضي نفيها ، والخبر المذكور وهو " أفضل الأعمال أحمزها " متأول دفعا للتنافي بين الأخبار ، فيكون المراد من المفضل عليه ما سوى البكاء عليه ( عليه السلام ) .
ويحتمل أن يكون هذا المقدار من الثواب تفضلا منه سبحانه لا استحقاقا من الباكي لبكائه ، أو يكون الوجه فيه دلالته على كمال المودة التي جعلها الله تعالى أجرا للرسالة ، أو لما فيه من النصرة على رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) والإحسان إليهم كما ورد في بعض الأخبار [1] المروية عن الأئمة الأطهار سلام الله عليهم ما بقي الليل والنهار .
[ تحقيق حول حديث " لا تدخل الحكمة جوفا ملئ طعاما " ] في القواعد الشهيدية عنه ( عليه السلام ) : " لا تدخل الحكمة جوفا ملئ طعاما " [2] .
أقول : الدخول هنا مجاز ، إذ العرض لا يتصف بالدخول والخروج إلا بالعرض ، فإنهما من خواص الأجسام المسببة من الحركة ، ولما كان خلو الجوف من أسباب إفاضة الحكمة فإنه تشبه بصفة الصمدية ، وكان امتلاؤه مانعا منها جعله من متعلقات الفعل .
والمراد أنه لا تفيض الحكمة وهي ما يتضمن صلاح النشأتين أو صلاح النشأة الآخرة ، من العلوم والمعارف ، أو العلم بحقائق الأعيان الموجودة على ما هي عليه على من أكثر في الأكل وأشبع بطنه وأفرط في التملي ، لأنه : يكدر قلبه ويقسيه ، ويكل طبعه ، ويشغل سره ، ويقوي شهوته ، ويثقل بدنه ، ويكثر نومه ، ويورث غفلته ، ويمنعه من التهجد والعبادة والقيام بالليل ، ومن المواظبة على سائر العبادات والأذكار المورثة لإفاضة الحكمة ، ويوجب البطر والطغيان ، ويولد البلغم المستعقب للنسيان ، وهو آفة العلم . بخلاف الجوع وخلاء المعدة ، فإن من أجاع بطنه انكسرت شهوته ، وذلت نفسه وانقادت تحت قلم العقل ، وقل نومه ، ورق قلبه ، ونفذت بصيرته ، وعظمت فكرته ، وزالت عنه داعية البطر والطغيان وما يورث أسباب النسيان .



[1] تظلم الزهراء : 60 .
[2] القواعد والفوائد للشهيد الثاني 2 : 38 .

213

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست