نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 203
وأما ما ورد في بعض الأخبار من قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " إنهم مثلي " فالمراد به أنهم مثله في العصمة وفرض الطاعة والدلالة إلى الله والهداية إليه وما شاكل ذلك ، لا أنهم مثله في الدرجة والفضيلة ليلزم منه المساواة فيلزم منه ما سبق ، والمشبه لا يلزم أن يكون مثل المشبه به في كل الوجوه ، وكيف يمكن القول بمساواتهم كلهم له ( صلى الله عليه وآله ) وهم مختلفون في المرتبة والفضيلة ؟ فأما الحسنان فأبوهما خير منهما ، وهما من التسعة ، والحجة من الثمانية صلوات الله عليهم . ثم لا حاجة في تفضيله ( عليه السلام ) على الأنبياء إلى القول بالمساواة ، فإن له طرقا عديدة أوضحناها في رسالة لنا مفردة مسماة بذريعة النجاة معمولة لبيان أفضلية أئمتنا من سائر الأنبياء غير النبي ( عليهم السلام ) ، قد أشبعنا الكلام فيها بما لا مزيد عليه فليطلب من هناك وبالله التوفيق . [ تحقيق حول حديث مصباح الشريعة في الفتيا ] روي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " لا تحل الفتيا لمن لا يستغني من الله بصفاء سره وإخلاص عمله وعلانيته وبرهان من ربه في كل حال ، لأن من أفتى فقد حكم ، والحكم لا يصح إلا بإذن من الله وبرهان ، ومن حكم بالخبر بلا معاينة فهو جاهل مأخوذ بجهله ومأثوم بحكمه " [1] . أقول : الفتيا بالياء وضم الفاء ، والفتوى بالواو وفتح الفاء : ما أفتى به الفقيه . وفيه دلالة على أن صفاء السر والعلانية وإخلاص العمل علة موجبة لأن يفيض من الله عز اسمه على المفتي ما يغنيه في باب الافتاء عن غيره تعالى ، بأن يعطيه الله من فضل رحمته قوة يتمكن بها من رد الفرع إلى أصولها واستنباطها منها ، وهذه القوة هي العمدة في هذا الباب ، وإلا فتحصيل مقدمات الاجتهاد كما قيل قد صار في هذه الأزمان لكثرة ما حققه العلماء والفقهاء فيها وفي بيان استعمالها سهلا . وهذه القوة بيد الله يؤتيها من يشاء من عباده ، بشرط ما سبق من صفاء سريرته وعلانيته ، وإخلاص عمله ونيته .