responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي    جلد : 1  صفحه : 170


[ تحقيق حول حديث " ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء . . . " الخ ] قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر " [1] .
أقول : الإقلال : الحمل والرفع ، والغبراء : الأرض ، والخضراء : السماء ، سميتا بهما للونهما ، و " أصدق " بعد النفي بمعنى صدق ، لأن النفي إذا استولى على اسم التفضيل توجه إلى القيد الذي هو الزيادة ، فيفيد أنه ليس صدق غيره زائدا على صدقه ، فيبقى أصل صدق غيره مقيسا إلى صدقه : إما مساويا له أو دونه ، والمساواة غير مناسبة لمقام المدح ، فيرجع إلى أن صدق كل أحد دون صدقه .
ويمكن جعل " أصدق " قبل تسلط النفي عليه مجردا عن الزيادة عرفا ، لأن نفي الزائد غير ملائم للمدح ، فيبقى أصل الصدق وتوجه النفي إلى صدق غيره بالقياس إلى صدقه : إما بالمساواة أو بكونه دونه ، والثاني كما عرفته ، فيؤول إلى " ما أقلت ولا أظلت " أحدا يكون صدق لهجته صدق لهجته ، فانتفى المساواة والزيادة بطريق أولى .
ولا يبعد أن يقصد بنفي المساواة نفي الزيادة أيضا ، لأن الزائد على شئ ما يساويه مع زيادة ، فيصح أن يقصد به عرفا نفي المساواة مطلقا ولو في ضمن الزائد أيضا ، فيحصل من جميع ذلك أن صدق كل أحد دون صدقه ، وذلك كمال التمدح .
فإن قلت : لا شبهة في أن جميع المعصومين بعصمتهم أصدق لهجة منه ، فالكلية ممنوعة .
قلت : الكلام مخصوص بغيرهم ، والمراد أنه متناه في الصدق إلى الغاية ، فجاء به على اتساع الكلام والمجاز ، إذ الغالب في مقام المدح أو الذم أن يزاد على الواقع ، فيذكر العام ولم يرد به عمومه .
ويدل عليه ما في معاني الأخبار " قيل للصادق ( عليه السلام ) : أليس قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله )



[1] بحار الأنوار 22 : 329 .

170

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست