responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي    جلد : 1  صفحه : 137


نبيه ( صلى الله عليه وآله ) بإضافته قتل أنبيائهم إليهم وإن كان المباشر لذلك من تقدم من آبائهم ، لرضائهم به وموافقتهم إياهم .
وفي الخبر عنه ( صلى الله عليه وآله ) : " إذا عملت الخطيئة في أرض ، فمن أنكرها كان كمن غاب عنها ، ومن رضيها كان كمن شهدها " [1] .
فإن قلت : قد ورد في الحديث القدسي : " إن من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي فليطلب ربا سواي " والكفر داخل في قضائه فيجب الرضا به ، فكيف يكون كفرا ؟
قلت : إن أريد بالقضاء هنا الفعل ، وهو أحد معانيه العشرة على ما صرح به بعض الفضلاء واستدل عليه بقوله تعالى * ( فاقض ما أنت قاض ) * [2] أي : افعل ما أنت فاعل وهو الظاهر من الحديث ، فالصحيح من المذهب أنه بهذا المعنى لا يشمل أفعال العباد التي من جملتها الكفر والرضا به ، كيف والرضا بقضاء الله والصبر على بلائه من أجل المقامات ، ومن حازه فقد حاز أكمل السعادات ؟ ومن لم يرض به فمع دخوله تحت وعيد " من لم يرض بقضائي " لا يزال محزونا باعتوار المصيبات وورود الحادثات قائلا بأنه لم كان كذا ؟ وهو المعبر عنه بالتأسفات ، وبما ذكرناه تندفع الشبهة والمنافاة .
وإن أريد به العلم كما في قوله تعالى : * ( إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها ) * [3] يعني : علمها ، فالصحيح أن الأشياء كلها بسائطها ومركباتها كلياتها وجزئياتها بقضائه تعالى ، أما في غير العباد فعلى سبيل الحتم والجزم ، وأما في أفعالهم فعلى سبيل التعليق بإرادتهم ، فمعنى كون الكفر داخلا في قضائه أنه كان عالما بأن الكافر سيكفر بإرادته وسوء اختياره ، فالكفر هو المعلوم ، والقضاء هو العلم ، والرضا بأحدهما غير الرضا بالآخر ، فيجوز أن يكون أحدهما كفرا والآخر إيمانا .
فإن الرضا بالكفر من حيث أنه مستند إلى إرادة العبد واختياره ما هو خلاف



[1] تهذيب الأحكام 6 : 170 .
[2] طه : 72 .
[3] يوسف : 68 .

137

نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست