نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 104
لا يجوز أن ينظر أحدهما إلى الآخر إلا مرة من غير قصد ولا معاودة كما في سائر الأجنبيات ، للأمر بغض البصر وحفظ الفروج ، والمفهوم منه تحريم النظر وعدم حفظ الفروج مطلقا ، وقد علم الجواز في المحارم والحلائل بالآية والرواية والإجماع وبقي الباقي في تحته . نعم جوزوا النظر إلى وجه امرأة يريد نكاحها ، أو أمة يريد شراءها بشرائط مذكورة في محالها . فما أفتى به المعاصر المذكور من جواز نظر الموقب إلى أخت الموطوء بعد أن سئل عنه بخصوصه ، مردود لما عرفت . [ تحقيق حول الحديث النبوي : " الناس معادن . . . الخ " ] قال سيد البشر على ما ورد عنه في الخبر : " الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام " [1][2] . أقول : المعدن كالمجلس : منبت الجوهر من ذهب ونحوه ، وهو مأخوذ من عدن بالبلد إذا أقام فيه ، سمي بذلك لإقامة أهله فيه ، أو لإثبات الله إياه فيه . والخيار خلاف الأشرار ، ومنه قول البغدادي في جواب المصري : حسناء خير من خياركم . يعني : كما أن معادن الذهب - مثلا - مختلفة في الجيادة والرداءة ، فبعضها جيد لا يحتاج إلى عمل ومعالجة لحصوله وظهور جوهره وبعضها ردي وبعضها فوق بعض فيهما إلى غير ذلك من الاختلافات بالعرض ، كذلك أفراد الناس مختلفة في الصفات والمهلكات ، فمنهم أخيار ومنهم أشرار ، ومنهم من له فطانة لا يحتاج إلى معلم بشري يتصرف فيه ليخرجه من القوة إلى الفعل ، ومنهم من له غباوة لا تعود عليه الفكرة بل يثبت جميع أفكاره عن مطالبه ولا يفيده المعلم ، ومنهم من له فطانة إلى حد ما ويستمتع بالفكر وله إصابة في المعقولات ويفيده المعلم ، وتلك
[1] كنز العمال للمتقي الهندي 10 : 149 برقم : 28761 . [2] في الكافي : [ 8 : 177 ح 197 ] عن بكر بن صالح رفعه عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، فمن كان له في الجاهلية أصل فله في الإسلام أصل " " منه " .
104
نام کتاب : جامع الشتات نویسنده : الخاجوئي جلد : 1 صفحه : 104