الدين في الجانب التعبدي مكمن الوهم ، وأصل الغلط واللغط . . وعدم التفريق بين ثوابت الإسلام وبين قضاياه الفرعية التي تختلف فيها أنظار أهله فمن دونه تبعاً للمعطيات الموجودة لديهم في كل عصر . . وهم آخر . . والتشبث بالمصطلحات التي لا مشاحة فيها . . وإعطاؤها بعداً فكرياً لا تستحقه وهم ثالث . . فإضافة صبغة الإسلام على الحضارة التي قدمها أهله ولا يعني من التقديم الخلق الخالص . . بل مجرد إضفاء الطابع الإسلامي عليها . . يجيرها له كما يذهب من يؤيد هذا المصطلح . . في مختلف مناشط المعرفة . . وإن كنت لست من أولئك ولا أنكره . . ولا عجب من التيار العلماني لا سيما الراديكالي منه ، حين يستخدم الإرهاب الفكري المصطلحي في التنفير من قضية معينة ! أنظره ها هنا جلياً ، في دعوى إضفاء القدسية على أنماط الحضارة التي تنسب للإسلام . . أين هذه القدسية . . وأين صورها . . وتطبيقاتها ؟ ونحن ندرك تماما تعامل علماء الإسلام ومفكريه مع هذه الأنماط الحضارية تعاملاً مقاصدياً ينظرون إلى كل قضية منه . . وموقعها من مقاصد الإسلام العظيمة التي جاءت بالخير والنفع للبشرية . . ولذا يختلف حكمهم على تلك الأنماط من عصر لآخر بحسب وضوح الرؤية حولها . . ودعنا من تلك الفئات الرافضة لتقبل الجديد كعادة المؤدلجين بأي منهج . . فإنك لن تعدم من يتخوف من ذلك الجديد ، بل ربما يحاربه بسبب عدم اتضاح الصورة من جهة ، والغموض الذي يلف بعض الأمور من جهة أخرى . وخاتمة المغالطات . . وهي تدل على سطحية الطرح أو إرادة السطحية بشكل أو آخر . . التمثيل بالعجائب السبع . . وحصر مفهوم الحضارة في المادية منها . . وترك الجانب المضئ والمشرق لدى الحضارة الإسلامية ، وهي الحضارة المعرفية في إطارها العام . . وتطبيقاتها المختلفة . . والله المستعان .