ماذا كان العرب قبل الإسلام ؟ وماذا أصبحوا بعده ؟ ! وأي مؤثر غير الإسلام كان الرائد في هذا التغيير العظيم ؟ جاء في القرآن الكريم : ( الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ) ، وأي كمال في الدين إن لم يصغ لأتباعه منهجاً تقوم عليه حضارة ؟ ! ! وأي تمام تختلف فيه الدنيا والآخرة في واقع الناس المعاش ؟ ! بل هو الكمال الذي يصوغ الحضارة ، ويجعل الدين سلوكاً ومنهجاً يعاش في واقع الحياة . نعم يا دكتور هي الحضارة الإسلامية ، سمت نفسها بذلك ، وسماها به أعداؤها وأصدقاؤها أيضاً ، أما التقديس الذي تشير إليه فهو اجتهادات فردية تُقبل ما وافقت الشريعة وتُرد على قائليها ما خالفتهم ، ولا حجة في التقديس لرفض مسمى الحضارة الإسلامية . أما الاستشهاد بعجائب الدنيا السبع فأمر غريب حقاً ، فالأهرام وهي الأثر الوحيد الباقي من هذه العجائب ، تدل دلالة واضحة على البعد الديني في صنع الحضارة بالمعني التعبدي الذي فهمه الدكتور ، فقد كان الفراعنة يؤمنون بالبعث ، والأهرام وطريقة دفن الموتى فيها من الأدلة على هذا الإيمان . ومن يقرأ أناشيد أخناتون ودعوته المشوهة إلى التوحيد ، يدرك البعد الديني العظيم فيما عرف بالحضارة الفرعونية ، هذه كلمة على الهامش وعلى عجل . نشوفكم على خير ، وكتب أبو هاجر : حتى يفهم العلماني بعضاً من حقيقة نفسه . لا حزن إلا في جهنم ولا سعادة إلا في الجنة . وكتب سيف التوحيد : للأسف . . لا يزال هؤلاء الليبراليون في اجترار المغالطات مرة بعد مرة . . فحصر