هناك يسيطر المجتمع وتخافه الدولة ، وهنا تسيطر الدولة ويخافها المجتمع ، ولا شك أن سيطرة المجتمع هي الوضع الطبيعي ، ولو راجعت كل فترات التاريخ الإسلامي لتبين لك أنه كلما كان المجتمع أكثر قدرة على التخلص من وصاية الدولة ، كلما كانت الأمة في مجموعها أكثر رقياً وتقدماً ، وهذا ما يحصل في الغرب اليوم ، مادياً على الأقل . ويبقى الجانب الروحي ، وهو في الغرب اليوم فلسفي الاتجاه عقلي النزعة ، وهو عندنا ديني الاتجاه غيبي النزعة ، أو إن شئنا الدقة : هم أكثر إيماناً بالمعقول ونحن أكثر ثقة بالمنقول ، وهم اليوم أكثر رغبة في إلحاق العقل بالنقل عن طريق الدعوة إلى العودة إلى الكنيسة ، ونحن من خلال بعض مفكرينا أكثر رغبة في اعتماد العقل وتأويل النقل ( بلا عقل أحياناً ) ! ولا ندري كيف تتقلب الأمور بنا وبهم ، في ظل تقارب الأمم واختلاط الحضارات ، ومعترك الفكر الإنساني في العالم كله . ورغم إيماني بمولانا المهدي عليه السلام ( ضمن المنظور السني ) لكني أفهم منك أن لا الإمام المهدي عليه السلام ولا غيره من رموزنا الدينية طلبوا من الناس أن يضعوا أكفهم على خدودهم انتظاراً للمعجزات ، وأن الأفضل لنا بل وللإنسانية كلها أن يحضر المهدي حين يأتي أوانه ، وفي الأمة رجال قادرون على النصرة والعمل ، وليس مجموعة من التنابلة التي تنتظر غائباً تحمله أخطاءها عبر التارخ كله ، سيأتي المهدي عليه السلام حين يكون في قلب كل إنسان مهدي من ذاته يهديه ويعلمه الخير والصلاح . أعتذر عن الإطالة ، ونشوفك على خير . وكتب مجموعة إنسان : الشيخ العاملي : هل أنت فعلاً مطلع على الوضع العربي بما يكفي للقيام بمثل