احتقار الآخر بأي شكل من الأشكال عمل مرفوض إنسانياً ، تحاربه الدساتير الوضعية كما الأديان السماوية ، والعبرة تؤخذ من الدين أو الدستور العام ، وليس من تصرفات الأفراد وآرائهم الخاصة . الضمان الديني والدستوري موجود لدى الغربيين والشرقيين أيضاً ، وإن يساء فهمه وتطبيقه ، فذاك أيضاً متاح للطرفين . لا أعتقد أني أحتاج تذكيرك أن تحرير العبيد فعلياً كقانون عام بدأ في أمريكا على يد إبراهام لنكون ، قبل أن يبدأ في شرقنا العربي في أوائل القرن العشرين ، بل ولا زالت بقاع من العالم الإسلامي تعاني من الرق ، رغم أن الإسلام هو الذي أدخل تحرير الرقبة ضمن أعمال البر والكفارات . ولا نستطيع أن ننكر أن الديمقراطية البريطانية ، أو حتى الهندية واليابانية ، ( إن كان يضايقك الحديث عن الغرب ) تعمل على المدى البعيد لمصلحة المواطن أكثر مما تقوم به الأنظمة القمعية التي تزعم في كثير من الأحيان أنها تمثل الإسلام ، أو تمثل الحزب الحاكم أو أسرة الرئيس . الشاهد أن هناك خيارات أفضل لدى الغرب مما لدينا ، وقد تكون هذه الخيارات أصولاً في ديننا ، ولكننا أسأنا الفهم وأعقنا التطبيق فسبقنا اليه غيرنا . هذا جائز ومعقول لكنه لا ينفي الحقيقة . أن نختلف مع الغرب لا يعني أنه سئ كله ، وأن نثق في أنفسنا لا يعني أن نتصور أننا معصومون فلا نخطئ أو أن فكرنا مقدس فلا يحتاج التنقيح وإعادة الدراسة . وأعلم أنك لا تعني هذا المفهوم لكن أخشى أن يُفهم كلامك هنا بهذه الطريقة . باختصار ، أحب لنا جميعاً أن نفرق بين الدولة والمجتمع في نظرتنا للغرب ،