responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 60


يقف أمام رغباتهم ، ومن رجاله من يبررون للحكام ظلمهم ، فيعجبهم كل من يهاجم الدين ورجاله ، ويتجرأ على مقدساته .
أما مستندهم الفكري في ذلك ، فلا يحق لك أن تسأل عنه ، بل عليك أن تعلن موقفك أولاً : هل أنت معهم ، أم ضدهم ؟ فإن كنت معهم أصغوا إليك وتقبلوا أفكارك التي تفيدهم في حركتهم ! وإلا فأنت عدوهم ، وعليهم أن يهاجموك بقسوة وسخرية ! فهذه فلسفة القوة التي تعلموها من نيتشه ومدرسته !
لقد رتب هؤلاء أولوياتهم : فالموقف السياسي قبل الفكر ، وقبول الغرب وتعظيمه قبل الفكر ، ورفض الواقع والنقمة عليه قبل الفكر ، ورفض الدين والتمرد عليه قبل الفكر .
وفي الحقيقة : أن الذات عندهم قبل الفكر ، وإن لفُّوها بلفافة فكرية خَلِقَة !
بل الفكر عند بعضهم ليس أكثر من مسَّاحة لحذائه ، أو الأسوأ !
فهل تستطيع أن تناقش أشخاصاً كهؤلاء ؟ !
ليس في كلامي مبالغة ، فإن أزمة هؤلاء الناقمين هو ذاتهم ، التي يستغرق أحدهم فيها ، ويجلس كالسبع الضاري يترصد أي فكر يمس بها ، لينقضَّ عليه !
إن إعجابهم بنيتشه يدلك على بؤسهم ، حيث جعلوا قدوتهم شخصاً غربياً اتفق كل من ترجم له على أنه شخصية مهزوزة العقل والسلوك ! فجدُّه كان مصاباً بنوع من المرض والجنون وقد مات بسببه ، وأبوه كذلك !
أما هو فكان مصاباً بالصرع ، وأصيب بمرض جنسي أفقده القدرة على الزواج ، وعاش متسكعاً بين ألمانيا وإيطاليا والنمسا ، حتى أصيب بالجنون لمدة عشر سنوات أو أكثر ، حتى مات !
وكتبوا عنه أنه كان في صباه متديناً ، وكان أهله يأملون فيه أن يكون قسيساً ،

60

نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست