لكنه سرعان ما تغير وسلك طريق الفساد الجنسي وأعلن ( إني قتلت الله ) . كان مغرماً بالقوة والجرأة إلى التهور ، وكان يكتب أفكاره الناقمة على كل شئ بعبارات قصيرة غير منتظمة ، كقوله ( الله مات ) و ( إن المحرك للإنسان هو حب السيطرة ) و ( لا تدخل على المرأة إلا والسوط في يدك ) ! ومع ذلك أو لذلك تبنوا كتبه بعد موته وسموه فيلسوفاً ، وسموا هذره فلسفة القوة والإنسانية ! ثم سوَّقوه إلى شبابنا ، فتصوَّفوا في حبه حتى عبدوه ، بل عبدوا ذواتهم به ! وقد احتفل شبابنا العربي المسكين ، بمرور قرن على وفاته ، وكتبوا عن حياته و ( فلسفته ) عشرات المقالات ، بعضها ترجموه عن ماركسيين وغربيين ، وبعضها يصلح لمدح نبي من الأنبياء عليهم السلام ! وبعضها لم يفهم صاحبه ما كتب ، وهو يحسب أنه أحسن صنعاً . وسترى نماذج منها ! ما أدري ماذا يقول هؤلاء الأغرار عندما يقرأ أحدهم في كتاب نيتشه : ( هكذا تكلم زرادشت ) سخريته من الديمقراطية ودعوته إلى الدكتاتورية ؟ ! ويقرأ قوله : " بدأتُ مغامراتي الفكرية ، وفررتُ من الحيرة إلى الإلحاد ، فازدادت حيرتي ! فإلى أين أتجه ؟ أفلا يجدر بي أن أعود أدراجي إلى الإيمان ، أو أن أوفّق لإيمان جديد ؟ ! وقوله : " أنا لا أريد أن أكون نوراً لأبناء هذا الزمان ، بل أريد إيراثهم العمى ! وكل مولود جديد يأتي برجس إلى العالم ! فإياكم وممارسة الفضائل ! ولنكن أعداء فيما بيننا ، وليحشد كل منا قواه ليحارب الآخرين ! فخير السلام ما قَصُرت مدته ! وإن من الخير أن تكون الأقذار كثيرة في هذا العالم ! فلا معنى للوجود ، والحكمة قاتلة ) ! http : / / www . balagh . com / woman / trbiah / pz 107 e 6 w . htm أو عندما يقرؤون في : ( نظرية الزعيم لدى نيتشه 1844 - 1900 م ) : ( كان فيلسوف القوة الألماني نيتشه مع فكرة القائد البطل المبرز " السوبرماند " وعنده