الوسطية والتوفيق بين الأفكار المختلفة ، فهو عقلاني في هذا الخط ، لكنه غير عقلاني في قبول التناقضات الفكرية ، والتي وقع فيها في كلامه عن نيتشه ! وكتب العاملي : الأخ غربي ، ما هي الأفكار التي تعجبك في نيتشه ، بالضبط من فضلك ؟ وهل تسمح بمناقشتها ، أم تريد أن يكون موضوعك فقط لتعظيم نيتشه والنيتشويين ومديحهم ؟ وكتب حكيم العرب : في حلقي كلام سأخرجه الآن إلا قليلاً . . نيتشيه ، وهكذا تكلّم أو تحدّث زرادشت . . وهو الكتاب الوحيد الذي قرأته لنيتشيه على فكرة ، وقد قرأته بالإنجليزيّة أول الأمر ، لذلك لم أفهم منه الكثير في وقتٍ كانت إنجليزيّتي تعاني ولكن بصراحة ، في أوّل مرّة وقع تحت يديّ الكتاب . . سألت جدّي ( وهو قارئٌ من الطّراز الأول ، يصفونه بأنّه دودة كتب ، ومحبٌّ للفلسفة ، قال لي الرّجل بالحرف الواحد وقتها وقد كنت طفلاً . . " هذا وأحد مجنون يا جدّي " ) . أعرف أنّ هذا الكلام قد يثير سخرية البعض ، ولكن بعد هذا الحادث بتسع سنوات ، قرأت " هكذا تحدّث زرادشت " لأخرج فقط مؤكّداً لنفسي أنّ هذا الرّجل مجنون . . لماذا بدا لي مجنوناً وقتها ؟ ربمّا هو الرّفض المبالغ فيه ، رفضُ كلّ شئ ، ورفض أي شئ ، تصوير الإنسان السّوبرمان . . هتلر وكفاحي ، والذي كنت قد قرأته من قبل . . لست أدري . . كلّها أمورٌ اختلطت ، ولطالما حدث معي مثل هذا ، مع فكرٍ كهذا . لي صديق من عشّاق نيتشيه وهتلر ، ويقول إن الثاني ابن الأول ، وأنّنا بحاجة إلى مثلهما في أمّة العرب لنتقدّم .