responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 49


الانطلاق من كل قيد ، فهذا ضعف وفوضى كما قرر ذلك كل الفلاسفة ، والضعف من أخلاق العبيد كما قرر نيتشه ، لكنها تعني في مفهومه انطلاق الإنسان من كل ما من شأنه إعاقته عن الوصول إلى الإنسان الكامل ( السوبرمان ) الذي بشر به في كتابه العظيم : هكذا تكلم زرادشت .
ومن أعجب ما في هذا الرجل أنه حارب العقل والنقل معاً ! في حين أجهد غيره من الفلاسفة ( في الشرق والغرب ) أنفسهم في محاولة التوفيق بين هذين الأقنومين لفهم الطبيعة ، ومحاولة إدراك ما وراء الطبيعة .
هل أصاب نتشه ؟ هل أخطأ ؟ لا شك أنه أخطأ وأصاب ، مثل غيره من الفلاسفة لكن تبقى له ولغيره تلك المحاولة الرائدة لفهم الطبيعة الإنسانية ، والعمل على فصلها عما وراء الطبيعة ، ثقة بالقدرة الإنسانية وحدها ، وقد مضى في طريقة مستهيناً بالفلسفة الأخلاقية العامة والمقدسات الدينية ، بل حتى العقلانيات والأصول الفلسفية المتعارف عليها .
وأن نتفق معه أو نختلف اليوم ، فذلك لا يعني الكثير بالنسبة له ، لكنه يعني لنا نحن ، ومما يعنيه : مدى قدرتنا على فهم الآخر واستيعابه .
كنت أنوى أن أعابث الصديق الكريم غربي ، فأذكره أن صديقه الفيلسوف قضى سنواته الأخيرة مجنوناً بين المصحات وعناية أمه وأخته ، ولكني علمت أنه سيقول لي : أصيب بالجنون عام 1890 ، ولم يكتب كلمة واحدة منذ ذلك التاريخ وحتى وفاته عام 1900 ، وما تركه لنا وهو عاقل يستحق أن نفكر فيه معاً وسأجيبه : صدقت . نشوفكم على خير .
قال العاملي :
غشمرة هذا ، مثقف من الرياض ، يميل إلى الفكر السلفي ولا يؤمن به ، وخطه

49

نام کتاب : ثمار الأفكار نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست