ج - المجتهد المطلق ، وهو ما يعرف عندكم باسم مرجع التقليد ، وهو من يستطيع الإجتهاد في كل مسألة . والحالة الصحية في الأمة أن يكثر فيها طبقة المقلدين ، وتقل طبقة العوام ، ويكون هناك عدد كاف من المجتهدين ( لأن نسبة من يملكون تلك القدرات العقلية محدودة في الناس ) . وكان المسلمون في صدر الإسلام في حالة صحية ، ثم أخذت هذه الحالة الصحية بالتراجع بعد خروج الصحابة من المدينة وتفرقهم في الأمصار ، على عهد الخليفة عثمان بن عفان . وأعود الآن إلى أسئلتك : - قلت : " هل ترك الله أمر تطبيق دينه على عباده فوضى فأجاز لجميع المسلمين ، أي لمليار مسلم في عصرنا ، أن يتصدى كل واحد منهم ويقول أنا أريد أن أطبق الإسلام فأطيعوني . . أم جعل لمن يريد أداء هذا الواجب شروطاً ؟ المليار والأربعمائة ألف مسلم هم بجملتهم مسؤولون عن تطبيق وحراسة وصيانة الإسلام . . فالإسلام ليس حكراً على فئة دون فئة ، وليست هناك حواجز بين الناس . . ورغم أن الترتيب الذي ذكرته لك في المقدمة يراعى إلى حد ما ، ولكنه لا يعنى ولا بحال أن تكون هناك طبقية في المجتمع . فالمقلد وحتى العامي له أن يناقش ويجادل العالم المجتهد . . فلا عصمة لبشر بعد الرسل ، والكبرياء لله وحده ! وقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم على المسلمين من ضمن شروط البيعة " وأن نقول الحق أينما كنا لا نخشى في الله لومة لائم " ورئيس الدولة في الإسلام ( الخليفة ) ليس هو وحده المسؤول عن تطبيق الإسلام ، بل هو محاسب من قبل جميع أفراد الأمة عما يفعل . قال العاملي : المشكلة عند هؤلاء الإسلاميين أنهم عوَّموا الإجتهاد والمرجعية في أصول الدين وفروعه ، وأعطوا حق الإجتهاد لكل أحد ! ولذلك صارت الحركات