وانتظار المهدي لا يكون بترك الكفار ليتحكموا برقاب المسلمين ويحولوهم إلى بهائم ودواب ، بينما المسلمون مشغولون عن العمل لتكون كلمة الله هي العليا بإقامة المآتم وتقبل التعازي ! وكتب العاملي : الأخ أبا هاجر ، قلت : ( لم يترك الله الإسلام لعبة في يد شخص ، بل كلف الله جميع الأمة الإسلامية بتطبيق هذا الدين وحراسته وصيانته ) . أوافقك تماماً ، وأسألك : هل ترك الله أمر تطبيق دينه على عباده فوضى فأجاز لجميع المسلمين ، أي لمليارد مسلم في عصرنا ، أن يتصدى كل واحد منهم ويقول أنا أريد أن أطبق الإسلام فأطيعوني . . أم جعل لمن يريد أداء هذا الواجب شروطاً ؟ ومن باب المثال : هل أن فهم الدين فهم تخصص ( الإجتهاد ) من أول شروط التصدي لتطبيقه ، أم يجوز لمن لا يفهم الدين أن يقول أيها المسلمون أنا أقودكم لتطبيق الإسلام فأطيعوني ؟ ! وهل يمكن لفاقد الشئ أن يعطيه ؟ ! هذا هو الشرط الأول . . فما رأيك فيه ؟ وكتب أبو هاجر : الأخ الكريم العاملي : قبل أن أجيب على أسئلتك ، أحب أن أمهد بهذه المقدمة : الناس ثلاثة أقسام : أ - عامة ، وهم من لا يستطيع فهم وتمييز الأدلة وطرق الاستدلال ، إما لضعف في اللغة العربية ، أو ضعف في العلم والعقل . ب - مقلدون ، وهم من يستطيع فهم وتمييز الأدلة وطرق الاستدلال ، ويمكنهم الإجتهاد في مسألة أو مسألتين ، ولكنهم لا يملكون القدرة على الإجتهاد المطلق ( الإجتهاد في كل مسألة ) .